أيمن محفوظ يكتب: حمارة الألف كيلومتر


كلنا تابعنا رحلة حمارة الألف كيلومتر التي أجبرها صاحبها على السير لمثل تلك الأميال الماهولة من الجيزة إلي أسوان لأجل هدف وحيد هو التريند وللأسف رغم شهرة الحمارة (ونيسة) ولكنها في النهاية هي حمارة مثل أي حمار فالشهرة ستكون من حق صاحب الحمارة وقد تنفق ويرميها صاحبها في أقرب مكب للنفايات حتي قبل أن تصل إلي محطتها الأخيرة.
فتموت الحمارة من أجل أن يعيش صاحب الحمارة ، ولم نفكر لحظة في الإرهاق والسير المستدام لهذا الحيوان ولا أحد يتعاطف مع الحمار ولكن كل الدهشة والشهرة لمن استعبد الحمار ولم نسمع عن أحد طالب بوقف تلك المهزلة اللانسانية ولكن الانتظار للوصول فارس الحمر إلي محطته الأخيرة في أسوان أو لا ويمكن في الطريق يستخدم صاحب التريند حمير أخري لتكمله رحلته وتحقيق انتصاره ولا أعلم ماهو هذا الانتصارالذي يبتغيه من تلك الرحلة عديمة الرحمة.
فهكذا انقلبت موازيين عقول البشر فأصبحت المفاهيم مغلوطة وأصبحت الأشياء تسمي بغير مسمياتها فأصبحت الوطنية والوقوف بجانب الدوله ومؤسساتها تطبيل ونفاق ومجاملة للسلطة الحاكمة وأن يراعي المواطن الله في أعماله تخلف ورجعيه، وأن تكون طيبا مخلصا فأنت شخص صاحب بلاهه وأن ترحم البشر والدواب والشجر فأنت لا تواكب العصر المتحجر المشاعر والأمثله لاتنتهيفي هذا المجال.
فأصبحنا نخشي أن نكون وطنيين مؤيدين لبلدنا ضد اعداءها ونخجل من التحدث بلباقه حتي لانتهم باننا ضعفاء.
ارجوا أن نكون أمناء مع أنفسنا ورحماء وحديثنا حديث الفطرة السوية ونحارب كل م زرع فينا فيرس تغيير المفاهيم ولتكن الحمارة ونيسة هي أحد التجارب التي نختبر فيها أنفسنا ولا نخجل من طلب الرحمة ولو كانت للحمارة ونقول للصاحب الحمارة حرام عليك وأن تتضامن مؤسسات الدولة جميعا في انقاذ تلك المغلوبة علي امرها من بطش صاحب الحمار لعل يكون في قلبه ذرة رحمة أو تفرض عليه الرحمة فرضا ولو بقوة القانون الذي يسمح بذلك وفق نصوص القانون المتعددة.