الدكتور هشام فهمي يكتب ...قمة تونس تؤكد علي ضرورة مواجهة الارهاب


مما لا شك فيه ان كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة افتتاح القمة العربية في دورتها 30 بتونس ، وضعت خارطة طريق لكثيراً من القضايا العربية المشتركة ،ولعل أهمها المواجهة الشاملة للإرهاب والتطرف ، لأن ما تمر به الأمة العربية ، من خطر مُحدق يحيط بها من كافة الجوانب ، يتطلب منا توجيه الدعوة الي كافة الاطراف داخل الامة العربية للاحتشاد معا من أجل الوقوفأامام هذا الخطر العظيم، الذي قد يهدد وجود الدولة الوطنية ويسعي الي تفكيكها وليس تهديد استقرارها كما يعتقد البعض .
فالإرهاب الذي يضرب بذراعية في كل أركان البيت العربي ، لم يكن وليد اللحظة التي نمر بها ، وإنما بذرت بذوره ونبت وترعرع في غفلة من الانظمه العربية للاسف، لذلك اقول لهم وبكل ثقة، ان الحرب علية تستلزم تضافر كل الجهود سويا من أجل وضع إستراتيجية متكاملة واضحة للقضاء علية بعيد عن الغرب الكائد للدول العربية ، والذى ﻻ أستبعد تورطه فى دعم اﻻرهاب وذرع بذور اﻷنقسام ، وبعيدا كذلك عن بعض الدول العربية الجاهلة لخطر هذا الإرهاب.
فالماضي القريب يؤكد لنا ان إستشهاد الابرياء في ربوع الدولة المصرية لم يكن مشهد لإستشهاد بعض الابطال من أبناءنا ، لأن هذا الحدث هز اركان الدولة المصرية ، فأدركت ذلك فتحركت علي كافة الأصعدة من أجل بداية الحرب ضد هذه الجراثيم العفنة التي تعلن زورا إنتمائها للأمة العربية، وفي نفس الوقت الذي تحرك في الجيش ليقضي علي الإرهابيين، كان هناك تحرك موازي للشعب المصري يعضد من جيشه وشرطته لان الحرب كما ذكرت حرب وجود هدفها تفكيك الامة العربية .
ان الاستراتيجية التي طرحها الرئيس في كلمته ومنها التحرك السريع لمواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية والتأكيد علي تطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب والتي تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة ،من أجل تضييق النطاق علي المجموعات الإرهابية ومعاونيهم ومساعديهم ومحرضيهم، لأن الأمن وحمايته غالي الثمن يجب أن يعلم أبناء الأمة العربية ذلك جيداً ويسعوا إلي مساعدة حكوماتهم لتطبيق القانون وحماية الوطن والمواطن .
إن تاكيد الرئيس في كلمته علي إعادة التفكير فى الإستراتيجية الأمنية بأكملها بحيث يجب أن يكون هناك محاور أخري للحرب علي الإرهاب ومكافحة التطرف، لأنه من يعتقد أن سبب الإرهاب يقتصر فقط علي السبب الاقتصادي أو السياسيي أو الإجتماعي فهو خاطئ قصير الرؤية والدليل علي ذلك نوعية الشباب المنضم إلي صفوف "الإرهابيين " ونوعية تعليمهم فاﻷمر ﻻ يجب أن يمر دون تحليل ودراسة جيدة موضوعية وعلينا أن نعلم أن الأمر ليس بالسهل اليسير .
نعم الإقتصاد قد يكون عامل للتطرف والسياسة قد تكون عامل للتطرف و كذلك التعامل الأمني من البعض بصورة غير قانونية وغيرها من العوامل قد تكون عامل مساعد علي التطرف، لقد حان الوقت ليعلم الجميع ماهي مسئولياته تجاه وطنه، لقد حان الوقت لنعد أجيال قادرة علي المعرفة والتواصل راغبة في حب الخير والسعي إليه ، وعلينا أن نخرج من دائرة اللا مبالاة التي يعتنقها البعض إلي دائرة العمل والتحمل والحرص علي الوطن وأبنائة ، وأن نحتشد جميعا في كل الدول العربية بكل مكوناتها _شعبا وجيشا وشرطه وكل مؤسسات الدوله _ لخوض حرب قويه على الإرهاب فى كل أرجاء الأمة العربية ....حمي الله مصر... حفظ شعبها و جيشها.