مقالات

إبراهيم سليم يكتب: عندما أسلم المغول

خط أحمر

عندما تذكر كلمة المغول يتبادر الي ذهن القارئ هذه المذابح التي قام بها المغول عندما إجتاحت جيوشهم البلاد الإسلامية وقتلو خليفة المسلمين  في القرن السابع الهجري.

كانت قبائل المغول تعيش في منغوليا الآن شمال الصين فجاء جنكيز خن و استطاع أن يوحد تلك القبائل في دولة واحدة قوية.حنكيز خان تعني قاهر العالم بلغتهم واسمه الحقيقي تموجين.

سنة 603هجريا ظهرت قوة المغول واستطاعوا أن يكونوا دولة تشمل الصين ومنغوليا وكمبوديا وفيتنام وتايلاند وبورما,وكان هدف حنكيز هو تكوين إمبراطورية تحكم العالم عاصر ابن الاثير الغزو المغولي فكتب عن تلك الأحداث في كتابه الكامل في التاريخ.

لقد بقيت عدة سنوات معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها كارها لذكرها فأنا أقدم إليه رجلا وأواخر أخرى فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك فيا ليت أمي لم تلدني.

ارتكب المغول افظع الجرائم بل كانو يعلنون عدواتهم ظاهرة وواضحة لكل مايمس الدين الإسلامي حتى أن الفقهاء وأئمة الدين الأتقياء، كان نصيبهم القتل أو الأسر، وكان من بين حكام المغول -الذين عرفوا عادة بتسامحهم نحو الأديان كافة- من يظهر الكراهية للدين الإسلامي على درجات متفاوتة، فقد أمر جنكيز خان بقتل كل من يذبح الحيوانات على النحو الذي قرره الإسلام، ثم سار على نهجه قوبيلائي، فعين مكافآت لكل من دل على من يذبح بهذه الطريقة، واضطهد المسلمين اضطهادًا عنيفًا دام سبع سنين.

البعض كان يظن في هذه الاثناء نهاية الدولة الإسلامية فهي تقع بين  المغول من ناحية والحملات الصليبية من ناحية أخري والأدهي من ذلك الخيانات التي الداخلية  ومع ذلك بفضل الله عز وجل وسعي العلماء لحث الناس عن الدفاع عن دينهم وعن بلادهم واعراضهم  ومنهم  وعلى رأسهم العز بن عبد السلام. 

ففي موقعة عين جالوت  هزم المسلمون المغول ولم يتكتفوا بالنصر بل تابعوا فلولهم حتى لا يجمعوا صفوفهم مرى أخرى. في بضعة أسابيع كانت كل بلاد الشام قد حررت وهرب المغول منها، بعد تلك المعرك انكسر المغول انكسارا كاملا و لم تبقى لهم قائمة بعد 40 سنة من احتلال وحشي لبلاد الإسلام.

ولكن الغريب  في الأمر أن  المغول بدؤوا يدخلون في الإسلام بعد خمسة وثلاثين عامًا من دخولهم ديار المسلمين، بل لم يمض نصف قرن على دخولهم ديار المسلمين إلا وأصبحت الغالبية العظمى منهم مسلمين وأعز الله بالكثير منهم الإسلام، وفتحوا الكثير من البلاد وثبتوا بها أقدام المسلمين لفترة كبيرة من الزمن، بل حارب الكثير منهم أبناء جلدته في سبيل الإسلام.

وقد أبدى توماس أرنولد استغرابه في هذا الصدد في كتابه المشهور Preaching of Islam "الدعوة إلى الإسلام" حيث قال: "… ولكن لم يكن بد من أن ينهض الإسلام من تحت أنقاض عظمته الأولى، وأطلال مجده الخالد، كما استطاع بواسطة دعاته أن يجذب أولئك الفاتحين المتبربرين ويحملهم على اعتناقه، ويرجع الفضل في ذلك إلى نشاط الدعاة من المسلمين الذين كانوا يلاقون من الصعاب أشدها لمناهضة منافسين قويين، كانا يحاولان إحراز قصب السبق في ذلك المضمار، وليس هناك في تاريخ العالم نظير لذلك المشهد الغريب، وتلك المعركة الحامية التي قامت بين البوذية والمسيحية والإسلام، كل ديانة تنافس الأخرى، لتكسب قلوب أولئك الفاتحين القساة، الذين داسوا بأقدامهم رقاب أهل تلك الديانات العظيمة ذات الدعاة والمبشرين في جميع الأقطار والأقاليم…".

وهذا ان دل علي شئ  فهو يدل علي عظمة هذا الدين  وأن الإسلام لم ينتشر بحد السيف  كما يحاول البعض ان يتهم الإسلام ظلما وعدوانا.

فكيف لهذا المنتصر صاحب القوة والغلبة أن ينصاع لدين من هزمهم من المسلمين  ويؤمنون بتعاليم هذا الدين بل جعلهم الله عزوجل سببا لفتوحات كثيرة والوصول الي مناطق لم يكن الإسلام يصل اليها إلا بهؤلاء القوم وماكان ذلك الا لما رؤوه من حسن تعاليم الإسلام الحنيف  وحالة التوازن النفسي والروحي والعقلي  لدين الله عز وجل.

إبراهيم سليم عندما أسلم المغول خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر