أدوارد مورفى مهندس أمريكى كان يعمل فى قاعدة أدواردز البحرية عام 1949 وحدث أثناء إجرائه تجربة أن أخطأ مساعده فنهره قائلا (أي شيء بإمكانه أن يسير في الاتجاه الخاطئ، سيسير بالاتجاه الخاطئ) وعليها اشتهرت تلك المقولة و تكونت عدة أمثال وأقوال شعبية بعضها كوميدى ومعظمها أسود منشئة ما يسمى قوانين مورفى.

وبدأ كل مجتمع وشعب يضيف إليها حكمه وتجاربه ونكاته السوداء وقصصا مستوحاه من تراثه ونوادره ومعظمها يدل على سوء البخت والنحس وأسرد منها بعض الأمثلة: أى شيء تتوقع عدم حدوثه سيحدث.. والأشياء الغالية فقط هى التى تقع وتنكسر.. والإنسان الذى تتمنى عدم مقابلته ستجده أمامك.. والجزء الذى لم تذاكره قبل الامتحان ستاتى معظم الأسئلة منه.

والسؤال الذى تأمل عدم وجوده فى الامتحان ستجده حتما فى ورقة الاسئلة.. والماكينة التى تتوقع استمرارعملها ستتعطل وسيحدث أن تتعطل جميع الماكينات فى وقت واحد.. والسلك الذى تقطعه حسب المقاس الذى تظنه كاف سيكون أقصر من المطلوب.. واذا سارت كافة الامورعلى مايرام فهناك خطأ كامن سيظهر عند اللزوم.. وقطعة التوست لا تسقط الا على الوجه المدهون بالمربى.. واذا وقع منك شيئ فى الحمام فسيسقط حتما فى المرحاض.. والطفل لا يقيئ أبدا فى الحمام بل خارجه.. والشيء الذى تقرر شراؤه بديلا عن الشيء المفقود الذى بحثت عنه طويلا سيظهر فورا بعد شرائك.. والجو الصحو الذى تأمل دوامه سوف ينقلب الى غيوم وأمطار.. وجميعها أمثلة متكررة الحدوث وغالبا ما نراها فى حياتنا العملية ونتعجب لكيفية حدوثها ولكن على الجانب الآخر أنتجت وطورت هذه المقولة الشهيرة عدة نظريات هامة منها نظرية الاحتمالات وهي النظرية التي تدرس احتمال حدوث حوادث عشوائية وأيضا نظرية الحساسية عند الماليين لمعرفة تأثر أى دراسة مالية بأية متغيرات يمكن أن تحدث فى السوق مثل ارتفاع أو انخفاض سعر العملة أو تغير الفوائد والقوانين وغيرها كما تم استنباط وتطوير نظرية المخاطر والتى تتناول حدوث أخطاء غير متعمدة من الدولة عند تنفيذ مشروع ما أو سن قانون جديد.

كما تطورت دراسة إدارة الكوارث وهى معرفة والتدريب على تجنب حدوث الكوارث وإذا ما حدثت كيفية معالجتها والتعامل معها وأذكر أثناء زيارتى للولايات المتحدة منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما أن فوجئ المقيمين بالفندق وأنا منهم بانطلاق صافرة إنذار الحريق وأضطر جميعنا النزول سريعا على سلالم الهروب إلى الشارع فى عز البرد واتضح أنها انذار كاذب بغرض اختبار سرعة الإخلاء وقت الحريق كما وجدت أن جميع المدارس تطبق تلك الاجراءات الوقائية وتدرب الأطفال على التصرف الصحيح وقت الحرائق أو الزلازل وجميعها تدعو الإنسان إلى الفطنة والوضع فى الاعتبار كافة الاحتمالات الحسنة منها والسيئة والقضاء على التواكل والاختباء خلف المقولات الشهيرة بأننا لم نتوقع حدوث ذلك أو لم نكن مستعدين لذلك والباس الإهمال غطاء دينيا مثل قدر الله وماشاء فعل وغيرها من العبارات الساذجة أو التى يتم تحريف معانيها الأصلية والتى تصبح فيها الحكومات مفعولا به وليس فاعلا وقد تتأخر بسببها آلامم أوتتقدم أمم أخرى باخذها فى الاعتبار وأتمنى تعميم وتطبيق تلك النظريات فى كل أعمالنا ومشروعاتنا وأمورنا الحياتية وليراجع كل منا نفسه فهل بعد أن قمت بتشطيب منزلك وفرشه فهل قمت بشراء طفاية حريق وتدريب أهلك عليها وهل تحتفظ فعلا بطفاية حريق فى سيارتك بخلاف ما تستعيره لأجل تجديد الترخيص وحتى لا نندهش ونصدم من سير الامور بعكس ما كنا نتمناه ثم نندب حظنا العاثر والنحس ومعاكسة الاقدار والقاء اللوم على الآخرين وأولهم مورفى.