مستشار وزير الاتصالات يوضح استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي ويحدد أهداف 2037


قال الدكتور مصطفى ثابت، مستشار وزير الاتصالات، إن هناك لبسًا شائعًا لدى الجمهور بين الوجهين المتضادين للذكاء الاصطناعي: وجه مفيد يقود قفزات اقتصادية واجتماعية، ووجه آخر قادِر على التهديد إذا سُوء استخدامه.
وأكد خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن تقنية الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة المعاصرة "تلاقيها في كل مكان" ومن ثم تُمثل فرصة وطنية كبيرة لمصر ولدول المنطقة إذا ما أحسنا توظيفها.
وأوضح ثابت أن مصر وضعت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وقد بُذلت جهود فعلية لتطوير الصناعة الوطنية في هذا المجال منذ النسخة الأولى للخطة عام 2019 وحتى التحديثات التي صدرت في يناير الماضي، لكنه لفت إلى أننا ما زلنا في حاجة إلى المزيد من العمل والارتقاء بالجودة.
ووصف ثابت الذكاء الاصطناعي بأنه يشبه الكهرباء: أداة يمكنها أن تنور المجتمع وتدفئه، لكنها قد تحرقه إذا أسيء التعامل معها، لذا، شدّد على ضرورة التركيز ليس فقط على تبنّي التقنية بل على وضع ضوابط وأُطر أخلاقية وفنية لحمايتها.
وأشار إلى أن مصر تستهدف رفع مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي إلى مستوى ملموس بحلول 2037 ما يعكس طموحًا اقتصاديًا واضحًا مع التأكيد على أن الفائدة لا تتحقق إلا عبر بنية تحتية رقمية قوية وقوى بشرية مؤهلة.
وحذر الدكتور مصطفى ثابت من حجم المخاطر الاقتصادية الناتجة عن إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مستشهداً بأرقام عالمية تشير إلى خسائر قد تصل تريليونات الدولارات جراء هجمات سيبرانية وتسريبات معلوماتية، وأن متوسط تكلفة الاختراق السيبراني الواحد قد يبلغ ملايين الدولارات، ما يستدعي استعدادًا أمنيًا متقدمًا.
كما نبه إلى الاستغلال السياسي للتقنيات الحديثة، مستدلاً بدراسات أكاديمية تظهر كيفية توظيف الخوارزميات لعرض محتوى سياسي محدد أمام مستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وما يترتب على ذلك من تهديد لسلامة المعلومات وحيادية الفضاء العام.
ودعا ثابت إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للنمو والابتكار، مع بناء منظومة متكاملة من القوانين، والحماية السيبرانية، وبرامج التأهيل البشري، لضمان أن تكون هذه التقنية نورًا يضيء الطريق لا أداة تحرق المجتمع.


.jpg)























