تحول حي كوم الدكة إلى معرض مفتوح في الهواء الطلق، بعد افتتاح ثالث معرض فوتوغرافي من أرشيف المصور السكندري الراحل أحمد بدوي، والذي يضم 25 لوحة توثق الحياة اليومية والأفراح والمناسبات الاجتماعية في الإسكندرية خلال حقبة الخمسينيات حتى السبعينيات بصور نادرة بالأبيض والأسود.

المعرض يأتي و ذلك في إطار فاعليات أيام التراث السكندري ،تحت إشراف عبد العزيز بدوي حفيد المصور الراحل، وبمشاركة المصورين حازم جودة و أحمد ناجي، وبحضور نجله المصور محمد بدوي، في تجربة فريدة تخرج بالذاكرة إلى الشارع بدلًا من أن تبقى داخل قاعات مغلقة.

وتعود قصة المعرض إلى عثور عبد العزيز وأصدقائه على الأرشيف داخل مخزن قديم ملحق باستوديو «بدوي» في محطة الرمل، مغطى بالأتربة وخيوط العنكبوت. كان الاكتشاف صدفة أثناء بحثهم عن معدات تصوير قديمة، ليفاجأوا بآلاف النيجاتيف والأفلام التي لم ترَ النور منذ عقود، وتحمل ملامح المدينة وسكانها ومظاهر الحياة الاجتماعية، بتفاصيل دقيقة وجودة مذهلة رغم مرور أكثر من 80 عامًا.

منذ ذلك اليوم، بدأ الفريق العمل على ترميم الأفلام والنيجاتيف ذاتيًا، وحفظ أكبر قدر من الصور بعيدًا عن التلف، في مبادرة ذاتية وبدون تمويل، إيمانًا بقيمة هذا الإرث البصري النادر.

وتم توزيع الصور على مسار محدد في شوارع كوم الدكة وعلى جدران المقاهي والمحال، لتكون جزءًا من المشهد اليومي للسكان والزوار. وقد لاقى المعرض تفاعلًا واسعًا من الأهالي الذين عبّروا عن سعادتهم برؤية تاريخ حيّهم معلقًا أمامهم، مؤكدين أنهم يريدون بقاء الصور كما هي دون إزالتها.

المعرض مفتوح للجمهور في الشوارع دون تاريخ انتهاء، ليستمر في نقل ذاكرة الإسكندرية إلى الناس في المكان الذي تنتمي إليه.