متحدث النواب السابق: البرلمان الفاعل هو الذي يوازن بين الرقابة والمصلحة الوطنية


أكد الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث السابق باسم مجلس النواب، أن الانتخابات البرلمانية المقبلة تمثل أحد الأعمدة الرئيسية في عملية بناء الدولة المصرية الحديثة، مشددًا على أنها ليست مجرد استحقاق سياسي، بل خطوة أساسية لترسيخ قواعد الجمهورية الجديدة التي تُعيد صياغة الاقتصاد والعلاقات الخارجية والمؤسسات التشريعية على أسس متينة.
وقال حسب الله خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن البرلمان القوي هو الذي يمتلك نوابًا قادرين على ممارسة التشريع والرقابة بفاعلية، من خلال استخدام أدواتهم النيابية مثل طلبات الإحاطة والاستجوابات، مع الحفاظ على التوازن بين ممارسة الدور الرقابي وبين تغليب المصلحة العليا للدولة المصرية.
وأضاف أن المطلوب ليس "برلمانًا صامتًا"، وإنما برلمان فاعل ونشط، يعبر عن ضمير الأمة ويطرح رؤى بنّاءة تسهم في تطوير الأداء الحكومي وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأوضح أن نجاح أي برلمان يعتمد على وجود أغلبية رشيدة، قادرة على الاستماع للآراء المخالفة وإدماجها في النقاش العام، وليس أغلبية تستقوي بالأرقام أو تفرض رؤيتها بالقوة، معتبرًا أن مثل هذه الأغلبية تُضعف التجربة الديمقراطية وتضر بالحياة النيابية.
وأشار المتحدث البرلماني السابق إلى أن العلاقة بين النائب والمواطن تغيّرت جذريًا خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن الناخب المصري بات أكثر وعيًا ونضجًا من أي وقت مضى، وأصبح يقيّم المرشحين بموضوعية، بعيدًا عن العصبيات العائلية أو الخطابات العاطفية.
ولفت إلى أن المواطن المصري اليوم يتعامل مع اختياره البرلماني كاستثمار في المستقبل، حيث يبحث عن نائبٍ يستطيع مراقبة الأجهزة التنفيذية المحلية، والدفاع عن حقوق المواطنين في الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية، بما يعكس تطورًا نوعيًا في وعي الشارع المصري.
وختم حسب الله تصريحاته بالتأكيد على أن تطور الوعي الشعبي بعد عام 2011 فرض جيلاً جديدًا من القيادات السياسية القادرة على التأثير والتواصل الفعّال مع الجماهير، مشيرًا إلى أن هذا التحول يعكس نضج التجربة الديمقراطية المصرية واتساع المشاركة المجتمعية في صناعة القرار.


.jpg)























