أوضح الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن تصريحات نائب المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة تحمل دلالات مهمة تكشف أبعاد المشهد الأوكراني وتعقيداته.
وأشار سيد أحمد في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن وصف المندوب الروسي للسلطة الأوكرانية بأنها "غير شرعية" يعكس رؤية موسكو بأن النظام الحاكم في كييف يعمل تحت وصاية الغرب، وتحديدًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأنه لا يملك استقلالية القرار السياسي، مما أدى إلى توريط أوكرانيا في أزمات متلاحقة أضرت بالشعب والدولة على حد سواء.
وأضاف الخبير السياسي أن الاتحاد الأوروبي يواجه مأزقًا حقيقيًا في إدارة الأزمة الأوكرانية، حيث أصبح مشروعه في كييف عبئًا سياسيًا واستراتيجيًا لا يعرف كيف يتخلص منه، وهو ما أقرّ به المندوب الروسي في تصريحاته.
كما لفت إلى أن موسكو تعاني من "تشويه متعمد" في الخطاب الغربي، حيث تُصوَّر روسيا على أنها تسعى لتوسيع الحرب بعد أوكرانيا، بينما الحقيقة وفق السردية الروسية أنها تدافع عن أمنها القومي بعد محاولات الغرب جرها إلى المستنقع الأوكراني، في ظل مساعٍ روسية وصينية لإعادة تشكيل النظام الدولي على قاعدة تعدد الأقطاب، وهو ما يرفضه حلف الناتو.
وشدد سيد أحمد على أن دخول روسيا في المواجهة مع أوكرانيا جاء لمنع انضمام كييف إلى الحلف الأطلسي، باعتبار ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، أما السردية الغربية، فهي تعمل عبر ما أسماه "الآلة الإعلامية الجهنمية" للناتو والغرب، على توجيه الرأي العام العالمي ضد روسيا وإظهارها كقوة معتدية.
وأكد أن تصريحات نائب المندوب الروسي بشأن عدم شرعية سلطة الرئيس زيلينسكي تعكس رؤية ترى أن هذه القيادة لم تحافظ على سيادة أوكرانيا ولا على ثرواتها، بل دفعت البلاد إلى الدمار والارتهان الكامل للمشروع الغربي.