أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن ما تمارسه إسرائيل في المنطقة لا يمكن وصفه بسياسات دفاعية عن النفس، بل هو نهج توسعي متطرف قائم على الرعب من لعنة تاريخية تُلاحقها، حيث لم يسبق في التاريخ أن استمرت أي دولة يهودية أكثر من ثمانين عاماً، بينما يقترب عمر إسرائيل اليوم من 78 عاماً.

وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن إسرائيل تعيش حالة هوس بما يسميه الخبراء "لعنة العقد الثامن"، وهو هاجس يدفعها لارتكاب الجرائم وممارسة الإرهاب في محيطها الإقليمي والدولي، ساعيةً لتجاوز هذا العمر التاريخي عبر فرض الهيمنة والسيطرة بالقوة المسلحة.

وأشار غباشي إلى أن الضربات التي وجهتها إسرائيل خلال الفترة الأخيرة لعدة عواصم عربية مثل دمشق وبيروت وصنعاء، بجانب اعتداءاتها المستمرة في فلسطين، تكشف عن إدراكها لمحدودية أمنها الاستراتيجي، فلجأت إلى "العصا الغليظة" لتعويض ضعفها البنيوي.

ولفت إلى أن ضرب ثلاث عواصم عربية في وقت متزامن يعكس حجم الخطر الذي يشكله الكيان الإسرائيلي على منظومة الأمن القومي العربي، خاصة في ظل عجز النظام العربي عن إيجاد آلية ردع أو موقف موحد لمواجهة هذا التحدي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية وتستخدم فيه إسرائيل كوكيل مباشر لها في المنطقة.