مقالات

المهندس السيد طوبا  يكتب: ترامب والعرب

خط أحمر

لم يكتف ترامب بنقل سفارة بلده إلى القدس المحتلة فى مسرحية هزلية إعلامية وعلنية على الملأ بل وسخر من أن العرب لن يفعلوا شيئا وأن التنديدات والشجب والاستنكار ليس سوى شكليات حتى يحفظ الزعماء العرب ماء وجوههم أمام شعوبهم.

وأذكر وقتها أن كافة بيانات الشجب والتنديد كانت باهتة وباردة مثل كافة بيانات التهديد والوعيد التى سبق نشرها ولم تجد نفعا ولم تجد آذانا صاغية من أمريكا أو أوروبا والعالم أجمع ثم عاد منذ أيام ليعلن حق اسرائيل المشروع فى اقامة مستوطنات على الأراضى المحتلة وفى تحد صارخ لكافة الزعماء العرب بل ويؤكد ترامب أن أحدهم خاطبه هاتفيا وتخيل ترامب أن الزعيم العربى سيناقشه فى القرار الا أن ترامب وبكل وقاحة وسخرية يؤكد أن الزعيم العربى لم يفاتحه فى الموضوع اطلاقا ساخرا من كل العرب ومعلنا عجزهم المستمر والأبدى عن تغيير أو التأثير فى السياسة الأمريكية بل وعلى أتفاق معظم الزعماء العرب على بيع القضية الفلسطينية والجولان والمستوطنات وكل ما يحلو لإسرائيل أن تحتله أو تنتزعه من أى أرض عربية ومتوجا إياها ببلطجى الحارة لدى نجيب محفوظ الذى يأمر وينهى ويحصل الإتاوات من جميع أهل الحارة دون أى اعتراض بالرغم من تذمر أهل الحارة إلا أنهم جميعا يدفعون الإتاوة صاغرين ويبقى تذمرهم همسا وفى الخفاء دون الجهر به لأنهم يعلمون مصيرهم الأسود إذا ما صرحوا أو أبدوا أى تذمر أو اعتراض.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال وما الحل فى هذه الحقيقة المؤلمة والتخاذل العربى والتبجح والتكبر الأمريكى والبلطجة الإسرائيلية وهل يقوم كتاب التاريخ الآن باعادة كتابة تاريخ المنطقة معلنين وفاة القضية الفلسطينية والترحم على الجولان وشمال الآردن ومحو كلمة مستوطنات من معجم اللغة كما أقترح على الزعماء العرب التفكير فى قصة جميلة ومحبوكة لتركها للأجيال القادمة وأيضا اقناع شعوبهم وأبنائهم بها قبل أن يكتبها كتبة التاريخ وعلى علماء الجغرافيا اعادة رسم خريطة الدول العربية وخاصة منطقة الشام قديما ومحو كلمة فلسطين من الخريطة واستبدالها بإسرائيل المحتلة ذرا للرماد فى العيون على يتم إضافة الجولان وشمال الأردن لبقعة اسرائيل المحتلة.

كما وينبغى إعادة رسم خرائط السودان والعراق وليبيا وسوريا واليمن بما يتوافق مع الثوابت الجديدة وعلى كتبة الشعر والأدب محو ماقيل من قصائد وطنية وأشعار ملتهبة فى حب فلسطين والاستعداد لبذل الدم والفداء بالاروح لاستعادة البلد المحتل بل يجب إزالة كلمة احتلال من أشعارهم أما كتاب الأدب فعليهم اعادة تأليف روائع أدبية عن عشق اليهود والتعايش من أبناء عمومتنا فى سلام ولا يجب علينا التمسك بقطعة أرض هنا أو هناك فالأرض جميعا لله وأمريكا وإسرائيل أما علماء الدين فيقع عليهم عبء كبير فى اعادة تفسير آيات القرآن الكريم وزرع محبة اليهود شعب الله المختار فى عقول الشعوب العربية البلهاء والتكتم على آيات الجهاد وقتال المحتل حتى نعيش جميعا عربا ويهودا فى مودة وانسجام ونتفرغ لقتال بعضنا البعض وتدبير المكائد وزعزة الحكومات العربية الشقيقة.

لقد استنفذ عداؤنا لإسرائيل الوقت والجهد فى الشجب والتنديد وآن الأوان لتشغيل مصانع السلاح الأمريكى والأوروبى والروسى واستنفاذ مخزونهم من الأسلحة ومن رأى المتواضع فان خطيئة العرب الكبرى قد حدثت عندما رفضوا بغباء وحنجورية الجلوس على مائدة المفاوضات فى سان استيفانو عندما دعاهم السادات لذلك ومن المؤكد أن تجار الثورات يعلمون ذلك.

المهندس السيد طوبا ترامب والعرب خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة