مقالات

خالد السيد يكتب: حروب الجيل الخامس

خط أحمر

برغم أنّ هناك تداخلاً بين أجيال الحروب كافة، فإنّ حروب الجيل الخامس تبدو مختلفة عن سائر الأجيال الأربعة للحروب، وتنطوي على تغير جوهري، سواء من حيث مجالات الصراع أو أدواته.

إن واحدة من مؤشرات التحول الراهن في طبيعة الصراعات ما يسمى بـ"ضعف الولاء" للدولة الوطنية،  حيث تعمل بعض التنظيمات والدول على توظيف الانتماء المذهبي سعيا لاختراق الدولة الوطنية ودفع مكوناتها المجتمعية للصراع على أساس عقائدي يبرر محاولات الخروج عن سيطرة الحكومة المركزية ويعمل ضدها تحت زعم الدفاع عن مذاهب أسمى.

ونجد أن تنظيم "داعش" في مقدمة التنظيمات التي تسعى لتحقيق هذا الهدف ومعها إيران التي تزعم أنها تمثل الأقليات الشيعية في الدول العربية وتوظف هذا الدافع لإضفاء الشرعية على سياستها الخارجية.

إن خطورة الميدان الذي تدار فيه الحرب في صورتها الحديثة، إنها صارت قادرة على النفاذ إلى وسائل التواصل الاجتماعي باحترافية عالية، وزرع أفكار تستهوي البعض ممن يستخدمون هذه الوسائل، والذين يتأثرون بخطابها معهم، وكثيرون منهم يعتبرونها مصدراً معتبراً للمعلومات، والأشد خطورة هو إمكان دفعهم ليس فقط لتبني أفكار يتم الدفع بها إليهم، بل أكثر من ذلك القدرة على تشكيل عقولهم، بدفعهم إلى أن يتحولوا إلى جبهة داخلية في بلادهم تكون معارضة للدولة، ليس بسبب أفكار نابعة من ذواتهم، بل نتيجة السطو على عقولهم من قوى خارجية، عملها الأساسي هو إعلان حرب على دولهم، لا تتخذ شكل القتال المسلح، بل تقوم على استهداف العقول والأفكار.

كيف يمكن هزيمة العدو الخفى فى حروب الجيل الخامس؟ سؤال أجاب عنه «دافيد اكس»، المراسل الحربى الأمريكى، فى مقال له بنفس العنوان، مؤكدا أن الحل يأتى فى المقام الأول فى عدم الرد فى المقام الأول، وعدم الدخول فى معارك وحروب معلوماتية ومعرفية فى المقابل، تمنع النظام من التركيز فى الهدف الأهم، المتمثل فى التطور والتنمية الاقتصادية ورفع مستوى معيشة المواطن ومراعاة معايير حقوق الإنسان.

خالد السيد حروب الجيل الخامس خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر