الدكتور أحمد عبود يكتب: العلاقات المصرية الخليجية.. شراكة مصير واستقرار عربي


العلاقة بين مصر وكل من السعودية والإمارات وقطر تمثل أحد أعمدة الاستقرار في المنطقة
فالسعودية ومصر تربطهما علاقة تاريخية عميقة، قائمة على التعاون الاستراتيجي والاحترام المتبادل. المملكة كانت دائمًا داعمًا قويًا لمصر في أوقات الأزمات، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا، وهناك تنسيق دائم بين القيادتين في كثير من القضايا مثل أمن البحر الأحمر، ومواجهة التهديدات الإقليمية، والتعاون في مجال الطاقة والاستثمار. كما أن العلاقات بين الشعبين تظل دافئة، بفعل التاريخ المشترك والحضور الكبير للعمالة المصرية في السعودية.
أما الإمارات، فهي تمثل شريكًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا لمصر. العلاقة بين البلدين تجاوزت مرحلة الدعم المالي، وأصبحت تقوم على شراكات استراتيجية طويلة الأجل في مشروعات تنموية عملاقة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والطاقة المتجددة، والنقل البحري. وتربط بين القيادتين علاقات وثيقة انعكست على مستوى التعاون السياسي والتفاهم في الملفات الإقليمية والدولية.
أما قطر، فقد مرت علاقتها بمصر بتوتر كبير عقب 2013، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحسنًا واضحًا، خاصة بعد توقيع اتفاق العلا، حيث بدأت مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي وتبادل الزيارات الرسمية، مع التأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقد أعلنت قطر عن نيتها لضخ استثمارات بمليارات الدولارات في مصر، وبدأت بالفعل في الدخول بعدة قطاعات اقتصادية مهمة.
في المجمل، فإن العلاقات بين مصر وهذه الدول الثلاث أصبحت أكثر نضجًا، ولا تقوم فقط على العواطف أو المواقف الآنية، بل على رؤية استراتيجية ترى في التعاون العربي طريقًا للحفاظ على الأمن القومي العربي وتعزيز الاستقرار الإقليمي في وجه التحديات الكبرى التي تواجه الجميع.