خالد السيد يكتب: الريادة المصرية لمستقبل القارة الإفريقية


منذ تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، شهدت القارة الإفريقية تحولات إيجابية وإطلاق العديد من المبادرات ومشروعات التعاون المشترك مع دول القارة الإفريقية تشمل الاقتصاد والتعليم والصحة والإصلاح الإداري ومحاربة الفساد والتعاون الأمني والتدريب العسكري.
كذلك تحرص مصر بشدة علي أن يصل الصوت الإفريقي للمجتمع الدولي، وأن تحظي قضايا القارة بأولوية في المحافل الدولية.
وامتاز الدور المصرى بكفاءته فى الدفاع عن المصالح والطموحات الإفريقية المشروعة والمتعاظمة فى ظل ما تملكه دول القارة من موارد بشرية وطبيعية هائلة- لم تأت فقط استنادا لتاريخ حافل بنقاط الدعم والتعاون المضيئة وإنما عززه كذلك ما شهدته السنوات الأخيرة ومع وصول الرئيس السيسى إلى دفة الحكم من حرص على تطوير التعاون مع الأشقاء الأفارقة واستعادة الدور المصري الرائد في إفريقيا في إطار الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة نحو الانخراط الكامل والتعاون مع الدول الأفريقية، وذلك لما تمثله العلاقات المصرية الأفريقية من أهمية للأمن القومي المصري.
ولم يكن مفاجئا أو من قبيل المصادفة أن تحتل الدائرة الأفريقية أولوية بارزة ضمن أولويات سياسة مصر الخارجية فيما تمضى سفينة الدبلوماسية المصرية بثبات -فى ظل مناخ دولى وإقليمي مضطرب- من أجل استكمال مسيرتها في الدفاع عن المصالح الوطنية المصرية في الخارج من خلال عملية مراجعة دقيقة لجهودها وخطط العمل والأهداف التي سعت لتحقيقها على مدار العام المنصرم، وتحديد الأهداف التي تحرص على تحقيقها خلال العام الجاري.
وفى إطار حرص السياسة الخارجية المصرية على تعزيز التبادل التجاري مع الدول الأفريقية، وتشجيع رجال الأعمال والقطاع الخاص على الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة فى أفريقيا، حرصت مصر على أن تكون في طليعة الدول الموقعة على الاتفاقية المنشئة لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي
كما شاركت مصر بفاعلية فى قمة الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد الأفريقي في نوفمبر الماضي، وقمة الكوميسا العشرين خلال يومي 18 و19 يوليو في لوساكا، وقمة منتدى التعاون الصين - أفريقيا خلال يومي 3 و4 سبتمبر الماضى في بكين، والاجتماع الوزارى لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "التيكاد" يومي 6 و7 أكتوبر 2018، بالإضافة إلى استضافة كل من المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة والمعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية خلال الفترة من 11 إلى 17 ديسمبر الماضى.
وامتد الدعم المصرى للأشقاء الأفارقة إلى المجال الصحى عبر مساعدات طبية ملموسة للدول الإفريقية، تم فى هذا الإطار إنشاء أقسام طبية مصرية بكل من جنوب السودان وإريتريا وبوروندي، وإرسال وفود طبية مصرية لتركيب المعدات وتدريب الطواقم الطبية لتشغيلها، كما تم تسيير قافلتين طبيتين إلى وادي حلفا بالسودان وجوبا.
وأكدت مصر فى هذا الإطار استعدادها لتسخير كل إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك لآفاق أرحب فى ضوء حرصها على تحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية.
ووضعت مصر فى هذا الإطار حزمة من الأولويات فى العديد من المجالات ومن بينها "السلم والأمن" وتعزيز التعاون القاري لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكري ودفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة فى النزاعات، بالإضافة إلى إطلاق منتدى رفيع المستوى "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة".
أخيراً فإن التوجه الإفريقي الطبيعي لمصر ينبغي أن يراهن دائماً على تعظيم أدوات القوة الناعمة لمصر من خلال استعادة دور مصر الإعلامي في القارة ، وتفعيل روح الاتحاد بين دول القارة ، وتقديم مصر خبراتها في كافة المجالات لتحقيق التنمية والاصلاح الذي تطمح إليه قارتنا السمراء بفضل وفرة مواردها الطبيعية للتنافس مع الدول العظمي .