مقالات

فريهان طايع تكتب.. الثورات العربية شمعة تصهر أجساد الضعفاء

خط أحمر

«اختلط الحابل بالنابل» ربما يكون ذلك أبلغ رد أو تعبير على ما يجري الآن من مشاهد سياسية مضطربة ومختلفة ومتلونة كالبحر اللجي الهائج يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض.

فلم أعد أفهم شيء من هذه المشاهد السياسية المتلونة والملتوية، طالما كنت محايدة لا انحاز مع أحد لا هذا التيار و لا ذلك التيار ما يهمني فقط الجانب الإنساني الأشمل.

فما تقوله الخطابات السياسية والأكاذيب الإعلامية لبعض القنوات قد قلب كل الصور حتى أننا أصبحنا لا ندرك ولم نعد ندرك الحقيقة، الحقيقة بمفردها قد اختفت وراء العديد من الكواليس و نقاط الاستفهام.

قد مللت مما أراه في هذا العالم من ظلم  لا يحصى ومن يدفع  في الثمن هم الأبرياء  الفقراء،  لا شك أنني ضد كل الثورات العربية التى لم تجلب غير الدمار و ماذا يعرفون هؤلاء المحرضين الذين يزرعون الفتنة داخل الشعوب عابثين بأمنها واستقرارها  ويتحدثون عن الديمقراطية وهم من داخل قصور وعندما تحدث الحروب بعدما سمموا أفكار الناس بها تجدهم أول من غادروا البلاد هنا فلننظر للفقراء الذين لا يملكون المال و الحيلة العاجزون ماذا أنجبت ثورة اليمن غير الدمار ليسجل التاريخ أن الحال في بلاد صنعاء تجاوز كل الحدود.

ماذا أنجبت ثورة ليبيا هل يصدق أي شخص عربي أن ليبيا أصبحت هكذا لا انحاز للقذافي و لا لأي رئيس عربي لم يسبق ليّ أن عرفت أي شخصية على أرض الواقع لكن ما أعرفه جيدا  و ما يحطم قلبي صرخات الضعفاء عندما يصرخون من الألم و الجوع و الفقر عندما يدمرونهم في أوطانهم عندما يغتصبون نسائهم و بناتهم عندما يسرقون أموالهم و ينهبونها عندما يتقاسمون الغنائم مع بعض الخونة.

عندما يخونون أوطانهم باسم الوطنية ماذا قدمت الثورة لليبيا يا عالم المواطن الليبي اليوم أصبح يجازف بحياته في البحر جثث هنا و هناك لمواطنين ليبين.

ماذا أنجبت ثورة سوريا أنا لست مع بشار و لا ضده لا أعرفه و لا يهمني ما يهمني شعبا عربيا صرخ بأعلى صوته 8 سنوات و هؤلاء المحرضين ماذا فعلوا أغلقوا الحدود و اتهموا الشعب السوري بالإرهاب و أرسلوا لهم الجهاديين و لم يرحموا ضعفهم ماذا أنجبت غير تردي الأوضاع الاقتصادية حتى لدى الطبقة المتوسطة و لن أتحدث عن وضع أطفال المخيمات الذين ابكوا الحجر و لم يبكوا البشر.

يكفي العالم العربي لم يعد يحتمل أكثر وعندما تحدثوني عن ثورة تونس تونس نجحت قليلا حيث أصبحت هناك حرية في النقد السياسي لكن ماذا عن الوضع الاقتصادي ماذا عن التبعية لفرنسا ماذا عن نهب ثرواتها ماذا عن أبناءها الذين يموتون أيضا وجثثهم مرمية على السواحل لتشهد حالهم الأرض و السماء.

بالله عليكم عن أي أوطان عربية تحدوثننا حالنا يرثى له و نحن نسعى إلى أن ندمر أنفسنا أكثر، يوم إضرابات تكلف الدول خسائر اقتصادية لا تحصى و لا تعد عوضا أن نبني أوطاننا بالعمل و العلم و الاجتهاد مثلما فعلت اليابان بدون أي شيء صنعت قوة اقتصادية عظمى لأن شعبها لا يرضى بالانحناء.

الديمقراطية وهم صنعته عقولنا من أين لا  أن نفهم الديمقراطية في معناها الحقيقى وشعوبنا التى لم تتعلم أن تنتج و أن تثبت نفسها بنفسها فلنبني من جديد و نعمر من جديد و أن نصبر و نستثمر من أجل أوطاننا، لماذا لا نفهم أن الوطن ليس مجسد في شخص رئيس   و حكومة الوطن مسؤولية على كاهل كل مواطن.

يكفي لم أعد احتمل أن أسمع صرخات الضعفاء عندما يموتون بسبب الطامعين أوطاننا ليست لعبة و لا فأر تجارب لديمقراطية مزعومة أوطاننا قد أصبحت يا عالم فريسة يرغب كل صياد في اصطيادها و نهب ثرواتها، لماذا نقدم لهم أوطاننا بأيدينا مثلما حدث مع ليبيا الشقيقة.

يقولون ستون عام في ظل حاكم جائر خير من ليلة واحدة بلا حاكم

لست مع الاستبداد و الظلم لكن طرحت هذه الفرضية لماذا يقولون هكذا، لأن في هذه الليلة بدون سلطة يتكالب المتكالبين عن أمن الدولة و الشعب و تكثر السرقة و النهب و الجرائم، يكفي من الحروب لم نعد نحتمل  الدماء  المبعثرة على الأراضي نريد السلام هل تعرفون ماذا تعني الثورات الشعب يشعلها و من ثم المحرضين و الخونة و الطامعين يشعلون هذه النار في الدولة لتحرق الشعب و خاصة الفئة الفقيرة.

حيث تحرم الأطفال من الدفء و الاستقرار و العائلة و تدمر المنازل و كم من الأطراف الخارجية ينتظرون هذا كل شيء إلا الرعب و الإرهاب و الاغتصاب و القتل لم نعد نرغب في مشاهد الموت البشع داخل أوطاننا العربية يكفي ما حدث في اليمن و ليبيا و غيرها، أوطاننا أمانة لدينا فلنحافظ على أمنها لأن الأمن  نعمة لا نشعر بقيمته إلا عندما نفقده، وفي النهاية مرحبا بالاختلاف .. لا الخلاف.

فريهان طايع الثورات العربية شمعة تصهر أجساد الضعفاء خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة