مقالات

نيفين منصور تكتب.. انهيار الحب

خط أحمر

الحياة مراحل مختلفة، ولكل مرحلة طبيعتها الخاصة، فالطفولة مثلا مرحلة نمو جسدي وعقلي وتطور طبيعي لمشاعر الإنسان من مراقبة الحياة لأول مرة للتعود عليها ثم التعلق بمن حوله، ثم تأتي مرحلة المراهقة  فتتفجر المشاعر وتزدهر وأحياناً يصيب القلب سهم الحب فيخطف الروح، وتتحول الحياة إلي حالة مختلفة ينفصل فيها الإنسان عن الواقع وخصوصاً إذا كانت المشاعر قوية، فيعشق الحبيب ولا يري سواه ويشعر أنه الحياة بكل ما فيها من سعادة ونشوي.

أحياناً ينتهي الحب بعد فترة وجيزة وتتغير القلوب ثم تفيض من جديد المشاعر تجاه شخص آخر ولكن بطريقة تختلف عن التجربة الأولي، ربما يتحكم العقل بعض الشيء في محاولة منه لإنقاذ القلب من تكرار مرار الفراق بعد لوعة الحب، وربما تكون التجربة أقوي من السابقة فتلتهب المشاعر أكثر وتشتد ويتحول الحبيب إلي سبب للتمسك بالحياة.

قد تنتهي أيضا تلك التجربة لسبب أو لآخر وقد تستمر لسنوات أطول وقد تتحول من علاقة حب إلي زواج بعد فترة من الزمن ، ويظل المحرك الأساسي هو الحب ويغيب العقل تماماً، فلا يري كل منهما عيوب الآخر، وبعد فترة من العشرة بين جدران واحدة، يصطدم كلا الطرفين بالواقع، وباختلاف الطباع والعادات، فتحصل الطامة الكبري، قد يتعايش الطرفان معاً في هدوء ويتقبل كل منهما الآخر وقد تنقلب الحياة لمأساة.

الحياة عن قرب تختلف كثيراً عن حياة الحبيبين التي تتشكل ملامحها من خلال رسائل وأغاني ومحادثات لفترات طويلة عبر الهاتف أوعبر المواقع المختلفة، فحديث الحب يتمحور حول اللهفة والمشاعر والأحلام الوردية برباط الحب المقدس الذي يربط الطرفين ربما للأبد وتمنيات كل منهما بوجود الآخر مدى الحياة.

الحياة بين جدران واحدة يحكمها قانون المشاركة والمسئولية وتتحول علاقة الحب الحالم إلى مشاحنات بين الزوجين في محاولة من كل منهما  السيطرة والتحكم في مسار الحياة، أحياناً ينطفئ الحب في ظل الخلافات في العادات والطباع فينكشف ستار الحب لتبقي الحقيقة الواحدة، هل هناك توافق روحي وفكري بين الطرفين؟ أم يتحول اختلاف الطباع إلى صراع عنيف يقتل الحب فينهار الحلم الوردي وتتحول الحقيقة إلى كابوس لابد التخلص منه؟

حين تشتد المشاحنات بين زوجين بعد قصة حب طويلة، تتغير القلوب ويحتار المرء بين الحفاظ علي الحياة الزوجية وبين الانفصال وإنهاء المعاناة، وتتأرجح المشاعر بين الرفض والقبول حتي يهدأ الطرفان ويتخذ كل منهما قراره إما يحاول التأقلم مع صفات وعادات شريك الحياة وإما يتخذ قرار البعد آملاً البدء من جديد.

الحياة القائمة على المشاعر فقط غالباً ما يُكْتَب عليها الفشل، لابد من التوافق بين الزوجين وتناغم العادات والصفات أو تقبل العيوب كما هي ومحاولة التعايش معها، الزواج مختلف عن قصص الحب التي تُكْتَب في الروايات، الزواج شراكة مدى الحياة، لذلك يجب توافر المودة والرحمة بين الزوجين حتى ولو كان ذلك الزواج بعد قصة حب طويلة، فالمودة تدوم ولكن الحب أحياناً ينتهي وينهار وتنكسر القلوب بعد شغف ولهفة.

نيفين منصور انهيار الحب خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر