خط أحمر
الخميس، 1 مايو 2025 11:07 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور أيمن الرقب يكتب .. تغير العقيدة و المزاج

خط أحمر

ما نقصده هنا ليس العقيدة الدينية ولا المزاج الخاص بل عقيدة الاجهزة الامنية الفلسطينية ومزاج الشارع الفلسطيني بقراءة سطحية لتعامل الاجهزة الامنية مع اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمدن الفلسطينية وتنفيذ مهام في عمقها خلال السنوات الاخيرة دون اعتراضهم او الاشتباك معهم و حتى لو رصاصة في الهواء من باب ماء الوجه ومقارنة هذا السلوك مع سلوك نفس الاجهزة قبل عام ٢٠٠٧ م واشتباكها مع الاحتلال في كل مرة كان يقتحم المدن الفلسطينية ( معركة جنين من اكبر الوقائع ) يدرك حجم التغير في عقيدة الاجهزة الامنية الفلسطينية وما رادفها من تغير في المزاج الوطني للشعب الفلسطيني خاصة في الضفة الفلسطينية ( عند اقتحام الاحتلال للمسجد الاقصى في يوليو من عام ٢٠١٧ وزرع البوابات الالكترونية وكاميرات المراقبة لم يخرج الا المئات للاحتجاج على هذه الجريمة في حين شارك في نفس الوقت عشرات الآلاف في حضور حفل غنائي في منطقة الروابي برام الله ) .

ان تغير العقيدة والمزاج لم يكن مصادفة بل خطة وضعت بشكل واضح في مؤتمر أنابوليس الذي عقد تحت رعاية وزارة الخارجية الأمريكية في السابع والعشرين من نوفمبر عام ٢٠٠٧ وبمشاركة رئيس السلطة و رئيس حكومته حينها احمد قريع ورئيس وزراء الاحتلال يهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيفي ليفني بجانب الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس .

كانت المخرجات العلنية لهذا المؤتمر هو اعادة تطبيق خارطة طريق للعملية السلمية بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي ووضع رؤية لقضايا الحل النهائي مع جدول لقاءات دورية بين الطرفين برعاية أمريكية .

ولكن انا اعتقد أن من اهم واخطر مخرجات هذا المؤتمر هو استغلال ظروف السلطة بعد ان سقطت غزة منها و الضغط على هذا الجرح الغائر في الجسد الفلسطيني لتكريس الانقسام الفلسطيني وتأليب السلطة على حماس وضرورة منع تكرار ما حدث في غزة وضرورة وحدانية سلاح السلطة ومنع ميلاد ميلشيات مسلحة في الضفة كما حدث في غزة بحجة المقاومة التي سرعان ما استغلت ضعف السلطة وانقضت عليها في قطاع غزة .

وللوصول لهذا الهدف تم رفع شعار مكافحة الارهاب وتم تكليف منسق امريكي من جهاز الاستخبارات الامريكية CIA لاعادة بناء الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة و الاشراف على التنسيق بينها وبين اجهزة الاحتلال وبدأت بمبلغ ٦٠ مليون دولار شهريا لدعم الاجهزة الامنية الفلسطينية واعادة بناءها ولا زالت تضخ هذه الاموال حتى الآن رغم القطيعة السياسية العلنية بين السلطة والادارة الامريكية وقد أكد رئيس السلطة ابو مازن ذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير .

صحيح ان السلطة طالبت بوقف تحويل هذا المبلغ من المالية الامريكية إلى مالية السلطة في يناير الماضي ولكن ذلك للهرب من تنفيذ قانون أتيكا ( قانون أقرته الادارة الامريكية يتيح للمحاكم الأمريكية النظر في القضايا التي ترفع لها بحق مؤسسات وافراد تتقاضى اي معونة من الخزينة الامريكية ) ولكن جهاز الاستخبارات الامريكي كان ضد هذا القرار و لتجاوزه بشكل قانوني تم تحول ضخ مبلغ دعم الاجهزة الامنية الفلسطينية مباشرة من ميزانية جهاز الاستخبارات الامريكي CIA وذلك للحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة والحفاظ على استمرار التنسبق الامني بين الاجهزة الامنية الفلسطينية و الإسرائيلية.

اثني عشر عاماً من التغيير في عقيدة الاجهزة الامنية أتت أُكلها وأثرت كما اوضحت في بداية المقال للاسف على مزاج الشارع الفلسطيني .

ونخشى أن يقدم الاحتلال على ضم اجزاء كبيرة من الضفة الفلسطينية ولا نجد من يحرك ساكناً وتتحول الاجهزة الامنية الفلسطينية لاجهزة فصل بين المناطق الفلسطينية والاحتلال وكبح جماح اي حراك فلسطيني رافض لهذا الاجراء .

ولو ارادت السلطة تغيير رؤيتها كما نسمع بعض التصريحات قد لا تجد من ينفذ لها ذلك وهذا ما نلاحظه في ضحالة المقاومة الشعبية التي اصبحت شعار السلطة ومعظم الفصائل الفلسطينية .

قد يكون الامل الوحيد هو خروج بعض الابطال وتنفيذ عمليات بطولية فردية كان آخرها وليس الأخير بالطبع هو الشهيد البطل عمر ابو ليلي والذي اطلق الفلسطينيون عليه رامبو فلسطين نتيجة جرأته ونوعية عمليته، هؤلاء الابطال هم الامل وقد نجد مثله آلاف من عناصر الاجهزة الامنية تنحاز لوطنيتها عند الجد وتنهي نظرية دايتون و مارتين إندك .

أيمن الرقب تغير العقيدة المزاج
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة