قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن العلاقات بين مصر وبيلاروسيا ليست جديدة، حيث شهدت تطورا ملحوظا منذ زيارة الرئيس لوكاشينكو إلى مصر عام 2018.

وأضاف السيسي خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره البيلاروسي، الكسندر لوكاشينكو، أن الزيارة التي قام بها إلى مينسك في يونيو 2019 أعطت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين من خلال التوقيع على خريطة طريق لتطوير التعاون المشترك غطت مجالات عديدة، مشيرا إلى أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعت ومن بينها مذكرة تفاهم لانشاء لجنة رفيعة المستوى للحوار السياسى بين البلدين، ومذكرة تفاهم بين البنك المركزى المصرى ونظيره البيلاروسى، والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التعليم العالى وما بعد الجامعى، واتفاقية التعاون في مجال الجمارك جاءت في اطار خطة استراتيجية مشتركة لتعزيز العلاقات بين الجانبين.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن مجلس الأعمال المصرى البيلاروسى الذي سيعقد اجتماعه الخميس في العاصمة الإدارية الجديدة يعد أحد ثمار التعاون المشترك بين البلدين، مشيدا بتطور العلاقات البرلمانية بين البلدين منذ توقيع مذكرة التفاهم بشأن تعزيز التعاون البرلمانى.

وقال السيسي إن اللقاءات الأخيرة أعطت دفعة قوية للعلاقات وخاصة الإنتاج المشترك وخصوصا منتجات التصنيع، مشيرا إلى أنه عقد جلسة مشاورات بناءة مع الرئيس لوكاشينكو تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وتبادل الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وأكدنا رغبتنا في تعميق وتطوير آفاق التعاون بين البلدين، كما اتفقنا على أهمية تعزيز العلاقات، والارتقاء بها إلى مستوى أرحب ووصول إلى مرحلة العلاقة للشراكة الاستراتيجية.

ودعا السيسى بيلاروسيا للاستثمار في المشروعات القومية الكبرى في مصر ومن بينها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشددا على أن مصر تعد بوابة العالم إلى إفريقيا والعالم العربى.

وأوضح أنه توجد فرص واعدة للاستثمار في مصر خاصة في مجال البتروكيماويات في ضوء الإعلان عن إنشاء منتدى غاز شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن مباحثاته مع الرئيس لوكاشينكو ركزت أيضا على سبل تعزيز التعاون الاقتصادى وزيادة التبادل التجارى بين البلدين.

وأضاف أن تعزيز العلاقات بين البلدين من شأنه أن يفتح أسواقا جديدة لمنتجات مصر وبيلاروسيا في إفريقيا والعالم العربى ودول تجمع الاتحاد الأوراسى وخاصة عقب سريان اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

واختتم الرئيس السيسى حديثه بالتأكيد على حرص مصر على تعزيز العلاقات مع بيلاروسيا والوصول بها إلى مرحلة الشراكة الحقيقية بما يلبى طموحات شعبى البلدين في التنمية مرحبا بزيارة رئيس بيلاروسيا إلى بلده الثانى مصر في ثالث لقاء يجمعهما.

من جهته، اعرب الكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، عن خالص الامتنان للصديق الرئيس عبدالفتاح السيسي على كرم الضيافة على الأراضي المصرية، مشددا على أن البلدين شركاء، كما أن العلاقات بين البلدين شهدت تقدما ملحوظا في المرحلة الأخيرة.

وأضاف رئيس بيلاروسيا أنه لا توجد موضوعات مغلقة بين البلدين، كما أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين سيتم تنفيذها خاصة أن كلتا الدولتين ستبذلان قصارى الجهد لتنفيذها في المجال الزراعي والصناعي، حيث تم إنشاء مصانع للتجميع المشترك في الجرارات وسيارات النقل البيلاروسية كما أنه يتوقع بداية انتاج المحركات قريبا.

وأشار «لوكاشينكو» إلى أن هناك تعاونا في المجال الأمني وتقنيات المعلومات، كما أنهم مستعدون لتوريد الأجهزة الطبية لمصر، كما أن بيلاروسيا مهتمة بالمشاركة في مشاريع البنية التحتية والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس.

وأوضح أن جلسة مجلس الأعمال بين البلدين سوف تعطي زخما إضافيا للتعاون بين البلدين، مؤكدا أنهم سيقدمون كل الدعم للدولة المصرية باعتبارها دولة صديقة، كما أنهم يدعمون التسوية السلمية للأزمات في دول المنطقة ويرفضون زعزعة استقرار الدولة.

وأبدى رئيس بيلاروسيا دعم بلاده لجهود مصر في مكافحة الإرهاب مقدرا دور مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أنهم يسعون لتوسيع التعاون بين البلدين، موجها الشكر للرئيس السيسي على دعوته لزيارة مصر وجهوده الشخصية لتطوير العلاقات بين البلدين، متوقعا أن تنقل هذه الجهود التعاون بين البلدين لمرحلة جديدة، مبديا في الوقت ذاته سعادته باستقبال الرئيس السيسي في بيلاروسيا حيث سيكون الاستقبال على نفس مستوى كرم الضيافة التي قوبل بها في القاهرة.