قد تتجدد ظروف تعكر علينا صفو حياتنا و تملأ القلب ألما وتسربل الأيام حزنا وضعف بإنتهاء ما كنا نراه يوما جميلا وابتداء عذاب الروح وألم القلب ووهن الفكر فنجد انفسنا متألمين حائرين كمن ذبح غدرا لا ندري ماذا نفعل يعتصرنا بركان ألم يجعلنا نتقن الوحده برضا وقناعه و نبني جدار بيننا و بين العالم سواء فلا الفرح يفرحنا ولا الحرج يجرحنا و لا نشعر بما يدور احيانا فقد نصل لتجمد كل شعور نتاج شعور واحد طغي علينا ولا يوجد اقسي من الاحساس بالظلم و الذي حرمه الله علي نفسه كما ورد في الحديث القدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) حرم الله الظلم علي نفسه و حذر عباده من الوقوع فيه لعواقبه الوخيمه واثاره الكارثيه فقد يكون الظلم سبب هلاك الظالم لأن للمظلوم دعوه مستجابه عظيمة الشأن عند الله تنفتح لها ابواب السماء و يرفعها الله فوق الغمام و يقول لها ( و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين) .

فالشعور بالظلم ذلك الموت البطئ أيا كانت طبيعة نوع الظلم فهو يغرس في جسد المظلوم حزن حتي لو حاول إخفاؤه لكنه يظهر عليه علنا في اهتزاز كافة مشاعره كزلزال داخلي لا يعيد توازنه الا الطمأنينه بالله عز و جل و خاصة اذا كان الظالم أقرب من كان لقلب المظلوم!! فلمن تشكو إذا كان خصمك القاضي إلا ، لأحكم الحاكمين الذي تكفل بنصرتك و لو بعد حين .

لمن تشكو و قد جاءك الظلم بغدره ممن كان فيك منك ولا يتجزأ عنك!! فهل تشكو ظلمه ام تشكو كيف تداوي إدمانك له!! كيف تحبط مؤامرة الذكريات عليك مع صمت الهاتف!! كيف نتعود الا ننتظر!! كيف نقاوم ونحبط تحرش من كانت اجمل الاحلام بنا!! كيف لا نهدر من عمرنا في مطارده عنيفه بين جنة الاحلام و جحيم الواقع!! كيف نتعاطف مع جلاد و لا نعود لجحيمه!! ونخرج احياء اقوياء و مع نزع الحب لظلم صاحبه المطلق نصبح ارضا بور؟!!!! .

كثير من الصراعات بداخلنا تنتزعنا رغما عنا من ارض الواقع فتجبرنا أن نصبح كالمسنين نحتاج ان ننعزل عن العالم بهدوء في ظل تزاحم الاوجاع و محاولات لقتل ذكريات كانت تشكل اجمل ايام العمر وموت اماني كانت تزهر في ربوع القلب و تحدق في العين خيالا فتملؤه فرحه و قد قتلت غدرا بيد من كان يروي في يوم نبتها وكنا ننتظر ان نجني سويا!! ولكن مهلا فالقدر يبدع في تصفية حسابات الظلم ( و إن الله لا يضيع أجر من احسن عملا)

وقال تعال ( و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار) ٤٢ إبراهيم

مؤلم جدا تغيير الواقع والأحلام معا وتقليب مقامات قلوب من كانوا في يوم نبض القلوب.؛ فتجبرنا الدموع علي مابين السطور من الم و حسره؛ ضجة مشاعر راكمتها الذكري حتي تحدث معجزة الله يوما فتراه و لا يحرك فيك ساكنا!! فنقول للحياه عذرا لن اتوقف فيكي علي من اساء فهمي و قراءة طبيعتي و لا علي من أحسن لهم و لكن السوء في قلبه وعقله فربما تكون حقا ترهلات عقليه لمن يجيد الاكاذيب ليتمكن و يعلو فوق اطباق فضاء ظلمه ولا يعلم انه أوضح من قرص الشمس في غروب الصيف؛ و لكنه لا يعلم ايضا ان حسناته هانت عليه ووهبها بظلمه لخصمه!

كيف لا يسأل الظالم نفسه ما المتعه في الظلم الذي جمد في قلبه مخافة الله!! كيف وجولة الظلم ساعه وجولة العدل و الحق الي قيام الساعه !! .

كيف يا ظالم لم تحاسب نفسك في ذات الله الذي لم يغفر ظلم العباد الا بتسامحهم و لا تتذكر ( يوم يعض الظالم علي يديه) الم يردعك الظلم ما أحل بالظالمين من قبلك!؟ .. لكن صبرا نحن فقط نذكرك ( فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) ٢١ الغاشيه

ففي رحلة الحياه شاهدنا الظلم الوانا وما ذلك بجديد ولكن ايها المظلوم إياك أن تظلم نفسك بظالم فظلم النفس أشد انواع الظلم علي النفس البشريه فمن ظلم نفسه فهو لغيره اظلم ( فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم و لا هم يستعتبون) ٥٧ الروم

الظلم للنفس او الظلم من الآخرين شعور قاتل تبكي له العيون وتتفطر به القلوب وتتحسر له الأفئده و تفيض منه المضاجع .

فلنترك الظلم والظالم جانبا ونحسن الظن بالله تعالي و نتوقع خيرا وسعة براح و قناعة نفس ورضا بأن عدل الله قائم و الله كاشف الغم والظلم مجيب دعوة المضطرين كفيل بكل ظالم أعاذنا الله منهم و إياكم .