تابعنا في الجزء الاول من مقالي السابق " إخوة القرآن " مشهدين للإخوة ..إخوة سيدنا " يوسف " الذين حاولو قتله من أجل أن يخلو لهم قلب أبيهم ، وتابعنا أيضاً إخوة سيدنا " موسي " الذين ضحوا بأرواحهم وذهبوا للطاغية فرعون في قصره وسط جنوده لينصروا أخاهم " موسي " ، شتان بين موقف الأشقاء في المشهدين رغم أنهم في الحالتين إخوة .

واللافت للنظر أن كل من سيدنا " موسي " وسيدنا " يوسف " إنتصرا وهزموا كل الظروف المستحيله .. إنتصر موسي الذي سانده إخوته بحرب .. وإنتصر يوسف الذي خذله إخوته وحده وخرج من غياهب السجن وصار ملكا علي أرض مصر وهوغريب عنها وكان سلم سيدنا " يوسف " لملك مصر خادم يسقي الفرعون الخمر فسبحان الملك الذي يوتي ملكه كما يشاء لمن يشاء فيكون النصر كان حليف الاثنان ،من خذله اخوته فأنتصر ومن سانده إخوته أيضا فأنتصر ، فمسانده البشر اوخذلانهم لك لن يقرب لك نصراً أو يبعده .

والغريب من ذلك نجد أن سيدنا " موسي " يمسك بلحية اخيه ويعنفه في نهايه القصه في حين أن سيدنا " يوسف " يعفوا عن إخوته بل ويكرمهم ويمنحهم العطاء ، فقد كان سيدنا " يوسف " عليه السلام الذي خذله إخوته أكثر عطفا بهم من سيدنا " موسي " عليه السلام .

فكونوا متسامحين رحيمين وان خذلكم الناس فلا تنتظروا الرحمه منهم وإنتظروها فقط من الرحمن وحتما ستنتصروا ، وان أظلمت كل الدنيا حولكم ستنالككم رحمه ربكم ولو بعد حين وسينصر الله المظلوم حقا فقد كان وعدا من رب العالمين .