الدكتورة ميار الببلاوي تكتب .. من أين أتيتم برمضانكم ؟


أيام قليله ويهل علينا شهر الرحمه والمغفره والعتق من النار هذه هى الثلاث عشريات لهذا الشهر الفضيل فتذكروا هذا جيداً فسياتى فى سياق مقالى لما هذا التذكير إذاً فجميعنا نتفق أن هذا الشهر ليس كباقى الشهور فهو شهر متفرد فالنافله باجر فريضه والفريضه بسبعين فيما سواه .
رمضان هو شهر القران والتراويح والصدقه والذكر وكل ماهو قربه لله سبحانه وتعالى .. كلام سمعناه منذ الصغر وحتى المشيب لا يدعى أى من كان أنه لايعرفه مادام يؤمن بالله ورسوله ويحسب فى عداد المسلمين لا يشترط ان يكون متدين أومتشدد .
شهرنا الحبيب لقب بشهر الصيام ومعنى الصيام أنه الإنقطاع عن المأكل والمشرب والجماع من شروق الشمس إلى مغربها إذاً فكل مايكتنف شهرنا المبارك من طاعات وعبادات وقربات مذكور فى القران وأكدته السنه وأسهب فى شرحه كل المدارس الفقهيه فهو سباق وماراثون للفوز بالجنة ... إذا فما هو السباق الرمضانى الذى تتحدثون عنه ؟ ... سباق من يدخله خاسر فى شهر الفوز .
رأيت الكثير من الزملاء الذين أجلهم وأعتز بصداقتهم ومقالى هذا ليس للتجريح أو للتقليل من مجهودهم اوعملهم يعتز كثيراً بأنه لحق بالسباق الرمضانى بمسلسل أو أكثر والبعض الأخر يعض أصابع الندم عن عدم اللحاق بهذا السباق ، وأجد الكثيرات من صديقاتى العزيزات تعقد النيه أنها إن شاء الله سوف تتابع مسلسل كذا وكذا ، ناهيكم عن برامج المقالب المقيته التى يتجمع حولها أولادنا وأجد المقاهى تمتلىء بالرواد لمشاهدتها طبعا هى والمسلسلات وخاصة أنه يتزامن مع وقت صلاه التراويح فككم يحزننى ذلك .. كم الحسنات الذى يهدر ولايبالى به المتسابقون فى هذا السباق الخاسر .
ومايستفزنى ايضاً شعارات القنوات على إختلافها تجد إحدى القنوات شعارها الذى تبثه بين دعاياتها عن مسلسلاتها عيش معانا معنى رمضان .. حقا أنتم من ستعلمون المشاهد معنى رمضان من خلال رسالتكم الإعلاميه بمسلسلاتكم وبرامج مقالبكم، آلا تعلمون معنى رمضان اولا حتى تعلمونه للناس .. وقناه أخرى شعارها رمضانك عندنا ، وثالثه رمضانك عندنا غير اجل صدقتم رمضان عندكم غير رمضان الذى عاشه الصحابه والتابعين غير ما أمر الله به فى القران وكان النبى يؤكده فى السنه فقد كان يعتزل أهله ويشد مأزره ويقيم الليل ويصوم النهار.
ارجوكم اتركوا رمضان لأهل رمضان ، كفوا عنا شعارات قنواتكم ومسلسلاتكم ومقالبكم فأهم مقلب سوف يتجرعه من يسير فى ضربكم خسران مابعده خسران لهذه الايام المباركه فرمضان هذه السنه لن يعود إلى يوم القيامه سيجيبنى أحدهم قائلاً أن رمضان ضيف ملتزم لايخلف موعده كل عام .
أعلم جيداً ولكن رمضان هذه السنه التى ربما عمرك فيها ثلاثون أو أربعون عاماً ، لن يعود فالعام القادم ستكون واحد واربعون أو ، واحد ثلاثون وما ادراك انك ستكون فى هذه الصحه أو المكان ، مايدريك أساسا أن ستكون من أهل الدنيا.
اخواتى الاعزاء اوصيكم ونفسى بتقوى الله فقد قال رسولنا الكريم إن لله فى أيام ضهركم لنفحات الا فتعرضوا لها كفى عبثا شهر للكذب وشهر للمسلسلات وبرامج لا تمت لديننا بصله ، عرى ومخدرات وخضوع بالقول وقيم مجتمع يعبث بها ... أفتخر أننى خارج هذا السباق فلدى سباق أخر سباق إلى الجنه فليكن شعاركم لن يسبقنى إلي الله أحد .. والسؤال الذى يفرض نفسه الأن من أين أتيتم برمضانكم .. من أين أتيتم برمضانكم ؟