أشاد الدكتور ماهر صافي، القيادي في حركة فتح، بالدور المحوري الذي قامت به مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقف الحرب على غزة وإنقاذ الشعب الفلسطيني من مخطط التهجير الذي حاول الاحتلال الإسرائيلي فرضه خلال العدوان الأخير.

وقال صافي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن ما قامت به مصر ليس مجرد جهد دبلوماسي بل موقف تاريخي ثابت، إذ تصدت بحزم للمشروع الذي كان يستهدف تهجير أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى خارج الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن الرئيس السيسي أفشل هذا المخطط منذ بدايته.

وأضاف أن توقيع اتفاق شرم الشيخ حمل العديد من الرسائل السياسية والإنسانية للعالم أجمع، مفادها أن مصر كانت ولا تزال أرض السلام الآمنة، القادرة على جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة، مشيرًا إلى أن توقيع الاتفاق من مدينة السلام منح القضية الفلسطينية بعدًا دوليًا جديدًا وأعاد الاعتبار للموقف العربي الموحد.

وأوضح القيادي بحركة فتح أن المشهد السياسي داخل إسرائيل يشهد ارتباكًا غير مسبوق، حيث ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومته إلى جانب مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لإظهار تماسك حكومته المتصدعة، مؤكدًا أن ما حدث هو واقعة استثنائية تحدث لأول مرة داخل الحكومة الإسرائيلية.

وأكد صافي أن نتنياهو يحاول استثمار هذا الاتفاق لإعادة تلميع صورته أمام الداخل الإسرائيلي والعالم الخارجي بعد فشله الذريع في تحقيق أهدافه العسكرية، مشددًا على أن الواقع السياسي في إسرائيل ينذر بنهاية قريبة لنتنياهو وخروجه من المشهد السياسي تمامًا.

وأضاف أن نتنياهو يحاول الادعاء بأنه حقق "نصرًا دبلوماسيًا" بينما الحقيقة أن اتفاق شرم الشيخ تم بجهود مصرية خالصة وبقيادة حكيمة من الرئيس السيسي، موضحًا أن القاهرة كانت حاضرة في كل تفاصيل المفاوضات، من لحظة التفاهمات الأولى حتى لحظة التوقيع، ونجحت في فرض لغة السلام رغم صخب الحرب.

وشدد الدكتور ماهر صافي على أن مصر كانت ولا تزال اللاعب الإقليمي الأكثر تأثيرًا، وهي التي حافظت على وحدة الموقف العربي في وجه محاولات التفتيت، وقال: “إن اتفاق شرم الشيخ لم يكن مجرد وقف لإطلاق النار، بل كان صفعة سياسية على وجه من أراد تصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء الحرب.”

وختم القيادي بحركة فتح حديثه بالتأكيد على أن مصر كتبت فصلًا جديدًا في التاريخ الفلسطيني والعربي، مضيفًا: “ما حدث في شرم الشيخ يثبت أن القاهرة هي مركز القرار العربي، وصوت السلام الحقيقي الذي لا يمكن لأي قوة في المنطقة أن تتجاوزه.”