أكد الدكتور محمد البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الاسلامية، في تعليقه على احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف ومرور 1500 عام على ميلاد "خير خلق الله"، أن هذه المناسبة تمثل "خصوصية الحياة" ورسالة متجددة تخاطب الإنسان في كل عصر.

وأوضح البيومي، في لقاء ببرنامج "الحياة اليوم"، مع الاعلامية لبنى عسل، المذاع على قناة الحياة، أن الرسالة المحمدية، التي نزلت قبل 1500 عام، تبدو وكأنها نزلت اليوم لتخاطب إنسان هذا القرن بقيمها التي تتجاوز الأديان والأيديولوجيات لتركز على الإنسان ذاته. وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن تجديد أمر الدين على رأس كل مائة عام، معتبراً أن مرور 1500 عام يمثل "حلقة جديدة من حلقات التجديد في تاريخ هذه الأمة".

وربط البيومي بين مفهوم التجديد والجهود الحالية التي تبذلها الدولة المصرية ومؤسساتها الدينية في محاربة التطرف والتعصب، مؤكداً أن هذا ليس بغريب على مصر التي قدمت عبر تاريخها أيقونات في التجديد كالإمام السيوطي والعز بن عبد السلام. كما لفت إلى أن جوهر الرسالة المحمدية يتمثل في ثلاثية "التجديد، والأخلاق والقيم، والإحسان".

وتطرق البيومي إلى المشاركة المهمة لمفتي فلسطين في الاحتفالات، مشيراً إلى أن الخطاب الرسمي أكد على ثوابت الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، وجدد التأكيد على الرفض القاطع لأي محاولة للتهجير، ودعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والتمسك بحل الدولة الفلسطينية وفقاً للقانون الدولي، واعتبر أن استمرار تدفق المساعدات المصرية لغزة هو "برهان واضح على الدعم غير المحدود" الذي تقدمه مصر للقضية.

وشدد الدكتور البيومي على أهمية الجاهزية والاستعداد للحفاظ على الوطن، مستشهداً بالآية الكريمة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وأوضح أن فلسفة القوة في الإسلام لا تقوم على الاعتداء، بل هي "قوة لحماية الحق" وتشمل كافة الجوانب السياسية، الاقتصادية، العسكرية، والاجتماعية، لتحقيق التماسك الداخلي.

ورفض البيومي بشدة الأفكار التي تختزل الوطن في كونه "حفنة من تراب"، مؤكداً أنه يمثل "روح الإنسان وكيانه"، واستشهد بموقف النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكة، ليؤكد على ضرورة التمسك بالوطن والحفاظ على ترابطه ووحدته، وبذل الغالي والنفيس في سبيله.