من منا لا يسعى لإسعاد نفسه و من حوله .. و من منا لم تطحنه ظروف العمل و الحياة و السعي خلف لقمة العيش حتى ينسى أن يحصل على لحظات و لو قليله ليشعر بنوع من السعاده أو المتعه التي تمنحه دفعه تعينه على الاستمرار في صراعات الحياة اليوميه من ضغوط عمل أو اسره أو مرض أو قلق على القادم من الايام .. من منا لم تمنعه ظروفه من زيارة مكان يحبه أو يذكره بأيام جميله مرت عليه في أيام طفوله أو شباب .. من منا لم يشتهي أكله بعينها و يشعر بطعمها في حلقه و لم تمنحه الظروف كالوقت أو ربما الماده من تناولها .. من منا لم يشتاق للشارع الذي تربى فيه و صحبته التي فرقتها الاماكن و السنين .. من منا لم يأخذه الحنين لذكرى طالما اشعرته بالسعاده و ظلت في مخزون الاحساس يستدعيها موقف أو شخص أو أغنيه معينه تعيد عليه لحظاته السعيده التي عاشها من قبل .

في مبادرة ليست غريبه عن طبيعة صاحبها الذي تتعدد مميزاته الشخصيه و تتلخص في معنى واحد هو أن من يعرفه لابد و أن يتاثر بحسن خلقه و نقاء قلبه و رفيع أحاسيسه .. إضافة إلى مهنيته العاليه التي أخرجت من تعليمه العديد و العديد من المبدعين .. إنه المخرج خالد الاتربي .. و قد أطلق منذ عدة أيام دعوه في كلمات بسيطه أن يكون لدى الناس في مصر يوما يمنحون فيه السعاده لأنفسهم و لغيرهم سواء كانوا أفراد الأسرة أو العائله او حتى لأشخاص لا يعرفوهم .. فقط أن تقوم في هذا اليوم أن تسعد شخصا فتسعد أنت أيضا .. و قد لاقت المبادره تفاعلا كبيرا بين العديد من الأوساط حيث أعلنت جامعة الاهرام الكنديه إقامة إحتفاليه في اليوم الأول من الشهر الأخير في العام تحت مسمى يوم السعاده و هو الموعد الذي إقترحه صاحب المبادرة .. كما تفاعلت ايضا إحدى دور الأيتام و المسنين و قررت الاحتفال بهذا اليوم عن طريق تبادل الهدايا بين الأطفال الأيتام و المسنين ساكني الدار .. و لا شك أن إنتشار الدعوه سيلقى يوما بعد يوم تفاعلا داخل العديد من الأوساط خاصة أنها دعوه ساميه تتفق اولا مع كل مضامين الديانات السماويه .. و كذلك الحال مع المذاهب الفلسفيه و برامج التنميه البشريه و التي تنتهي جميعا الى نتيجه واحده هي " إذا أردت أن تكون سعيدا عليك إسعاد من حولك اولا " .

و إن كنا نحمل الهدايا في مناسبات عديده بغية إسعاد من نهدي إليهم هدايانا في عيد الام او عيد الحب او يوم اليتيم .. أو حتى العيديات التي نمنحها لأطفالنا في أعياد الفطر و الاضحى .. فكلها تهدف للوصول إلى لحظة من السعاده سواء لمانح الهديه والعيديه أو الحاصل عليها كلاهما سعيد بالطبع .

و في دول شقيقه مثل الامارات تم تعيين وزيرا مهمته فقط اسعاد المواطنين .. و رغم تناول هذا الأمر بنوع من السخريه في بعض الأحيان الا انه فعليا أمرا طبيعيا و ضروريا ربما يكون لم يأت حينه في بلدنا لما يعانيه المواطن من آثار برامج الإصلاح السياسي و الاقتصادي .. و محاربة فلول الإرهاب و صد عمليات تعكير صفو الحياة .. فما المانع أن يكون هناك يوما نحتفل به جميعا بإسعاد أنفسنا و من حولنا .

صالح من خاصمته .. إعتذر لمن أسأت له .. صل رحمك .. إمنح طفلا يتيما حضنا يشعره بالحنان .. إقضي وقتا مع شخص مسن في حاجه ليحكي و يجد من يسمعه .. زور مكان بتحبه أو صديق قديم وحشك .. كل أكله بتحبها أو اطبخها لعيلتك .

إسعد نفسك و إسعد من حولك .. دعوة ومبادره تستحق الاهتمام .. شكرا للقلب النقي خالد الاتربي و شكرا لكل من تفاعل ..و ليكن الاول من ديسمبر من كل عام هو اليوم الذي نسعد جميعا بعضنا البعض .