أكد الدكتور محمد بناية، الخبير في الشأن الإيراني، أن إيران استطاعت خلال الحرب الأخيرة أن تفاجئ أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية بالكشف عن صاروخ جديد لم يكن مُعلنًا من قبل، وهو ما مثّل صدمة عسكرية وأمنية كبيرة لهذه الأجهزة.
وأوضح بناية في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذا الصاروخ تفوق على العديد من الأنظمة الصاروخية المعروفة، وكشف عن مستوى متقدم من التطوير الذاتي الذي وصلت إليه طهران، مشيراً إلى أن إيران اعتمدت منذ ثمانينيات القرن الماضي على تطوير قدراتها الصاروخية بشكل مستقل، بعيداً عن الاعتماد على الخارج.
وأضاف الخبير السياسي أن هذه المفاجأة عكست حجم التقدم العسكري الإيراني، ورسخت القناعة بأن طهران قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بقدراتها الذاتية، الأمر الذي يغير موازين القوة في المنطقة بشكل تدريجي.
وأشار بناية إلى أن المناورات التي تجريها إيران حالياً في خليج عمان باستخدام صواريخ باليستية متطورة، تأتي لتؤكد أن تطوير ترسانتها العسكرية لم يتوقف، وأن طهران تواصل إرسال رسائل واضحة بأنها مستعدة لأي مواجهة محتملة مع إسرائيل.
وشدد على أن التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن تطوير صواريخ جديدة ليست مجرد خطاب دعائي، بل تحمل دلالات عملية تتصل بواقع التطوير العسكري المستمر، مؤكداً أن إسرائيل وأمريكا تدركان خطورة هذا المسار، خاصة بعدما واجهت أجهزتهما الاستخباراتية فشلاً في توقع أو رصد بعض مفاجآت طهران العسكرية.
واختتم الخبير السياسي بالقول إن التوجه الإيراني نحو تعزيز القدرات الصاروخية يعكس استراتيجية واضحة قائمة على الردع والجاهزية لأي حرب مقبلة، مشدداً على أن التطورات الأخيرة تُنذر بتصعيد عسكري قد يشهد المنطقة في الفترة القادمة.