أكد الدكتور عمرو صبحي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الدولة المصرية تسير بخطى واضحة ومدروسة لمواجهة ظاهرة الإسفاف الرقمي والمحتويات المنحرفة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عبر مسارين متوازيين: المسار القانوني والمسار التقني.
وأوضح صبحي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الجهود القانونية بدأت تتبلور بشكل ملموس منذ صدور قانون مكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات رقم 175 لسنة 2018، الذي أتاح للدولة آليات رادعة لتنظيم العلاقة بين المستخدمين ومنصات التواصل، وفرض العقوبات على من يتعمدون بث محتوى يخالف القيم العامة أو يحرض على الفوضى.
وأشار صبحي إلى أن الدولة بدأت في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لرصد المحتويات المنشورة على المنصات المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه التقنيات قادرة على تصنيف المحتوى، وكشف الحسابات التي تتلقى تمويلًا أو توجهًا خارجيًا بهدف التأثير السلبي على الوعي المجتمعي.
وأضاف أن بعض صناع المحتوى على الإنترنت يستغلون التكنولوجيا في بث أخلاقيات فاسدة، دون أدنى مسؤولية مجتمعية أو وعي بمخاطر ما يقدمونه، مؤكدًا أن حماية المجتمع لم تعد تقتصر على التربية أو الإعلام، بل أصبحت قضية أمن معلوماتي أيضًا.
وشدد خبير تكنولوجيا المعلومات على أن ما يُبث من محتوى رديء لا يندرج تحت حرية التعبير، بل يدخل في نطاق الجرائم المعلوماتية التي تستوجب المحاسبة، داعيًا إلى ضرورة دعم المؤسسات المختصة، وتفعيل دور المستخدم الواعي في التبليغ والمقاطعة.