ثمّنت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الإفريقية، الدور الكبير الذي لعبته الدولة المصرية في دعم الأشقاء بالسودان، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني، مؤكدة أن القاهرة لم تتوانَ يومًا عن مساندة الاستقرار السوداني، والسعي لوقف الحرب التي استنزفت الشعب السوداني على مدار عامين كاملين.

وأشارت البشبيشي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي استقبلت المواطنين السودانيين باعتبارهم "أشقاء لاجئين"، ووفرت لهم الرعاية والدعم، بتكافل شعبي ورسمي يعكس عمق العلاقة بين الشعبين، مشيدة بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم العملية السياسية داخل السودان، ومؤازرة الجيش السوداني في استعادة الاستقرار وعودة المؤسسات إلى العاصمة الخرطوم.
وأكدت أن السودان يمثل بعدًا استراتيجيًا لا ينفصل عن الأمن القومي المصري، وهو الامتداد الجغرافي والسياسي والإنساني لمصر داخل إفريقيا، موضحة أن أمن السودان يقع في صدارة أولويات الدولة المصرية، وأن استقرار الخرطوم هو ضمانة مباشرة لاستقرار القاهرة، والعكس صحيح.
وأوضحت البشبيشي أن الموقف المصري الداعم للجيش السوداني، وخاصة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كان له أثر ملموس في توحيد الصف السوداني، وفي التنسيق السياسي مع مصر، لا سيما في القضايا الإقليمية مثل أزمة سد النهضة.
وأضافت أن إعلان رئيس وزراء السودان عن وحدة الموقف مع مصر تجاه التعنت الإثيوبي في ملف مياه النيل، يعكس نتائج الدعم المصري المباشر، ويمنح موقف البلدين قوة دفع دبلوماسية في المحافل الإفريقية والدولية، لاسيما في مواجهة ما وصفته بـ"الاستبداد الإثيوبي" في إدارة نهر النيل.
وتابعت: "نحن أمام مشروع إثيوبي ضخم (سد النهضة) أُقيم دون تشاور حقيقي مع دول المصب، وبشكل يفتقر للعدالة والشفافية، مما يحتم وجود موقف قانوني وإنساني موحّد بين مصر والسودان".