استشاري نفسي يحذر من النوم بزعل.. ويؤكد: الغضب يُدار بأسلوب سليم


قال الدكتور أحمد هارون، استشاري الصحة النفسية، إن الغضب ليس دليل ضعف أو خطيئة، بل شعور إنساني طبيعي حين يتعرض الإنسان للضغط أو الظلم، موضحًا أن الجسم يتفاعل معه كيميائيًا داخل ما يشبه "معمل الكيمياء"، حيث تختل التوازنات وتُستهلك الطاقة بشكل حاد، مما يؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسدية إن لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
وأضاف هارون، خلال لقائه في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة "CBC"، أن كثيرًا من النصائح التي تُقال بدافع ديني أو اجتماعي، مثل "لا تغضب" أو "اكتم ما في نفسك"، تُشعر البعض بأنهم معيبون فقط لأنهم بشر يشعرون، بينما هي نصائح أحيانًا تُقال بلا وعي علمي وتؤدي إلى جلد الذات وقمع المشاعر، مشددًا على أن الغضب لا يُمنع، بل يُدار بأسلوب سليم، وهو ما يسمى بـ"التحكم في النفس".
وأكد أن كل شخص يملك سمات شخصية مختلفة في التعبير عن الغضب، فهناك من ينفجر بالصوت العالي، وآخر يختزن انفعالاته حتى تنهك أعصابه، مضيفًا أن التحكم في الذات مهارة مكتسبة، مثل قيادة السيارة، يمكن تعلمها وتطويرها بالتدريب والوعي، مشيرًا إلى أن "الكاظمين الغيظ" لا تعني كبت المشاعر حتى الانفجار، بل امتلاك أدوات التوازن النفسي الذي يتيح الغفران أو الحسم دون إيذاء النفس أو الآخرين، لافتا إلى أن النوم أثناء الزعل يؤدى لجلطة.
وأوضح هارون أن الخطر الأكبر ليس فيما نتعرض له من ضغوط خارجية أو علاقات سامة، بل في أنفسنا حين تكون "النفس اللوّامة" هي المسيطرة، مشيرًا إلى أن هذه النفس تجعل الإنسان يجلد ذاته، ويعيد مراجعة كل تصرفاته بحدة، وتزيد من القلق والتوتر، قائلًا: "قبل أن تنتصر على ما حولك، عليك أن تنتصر على ما فيك.. فالنفس قد تكون خصمك الأول، والحل يبدأ من فهمك لذاتك، لا من كرهها أو قمعها".