قال الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث السابق باسم مجلس النواب، إن مشروع القانون الذي تقدم به السيناتور الجمهوري "تيد كروز" لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية ليس الأول من نوعه داخل الكونغرس، بل قد يكون المحاولة العاشرة، ضمن سلسلة مناورات سياسية لا تتجاوز حدود المغازلة لبعض التيارات السياسية داخل الولايات المتحدة.
وأوضح حسب الله، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الولايات المتحدة لا تجهل طبيعة جماعة الإخوان، بل كانت أحد أبرز الأطراف التي رعت وصمتت على ممارساتها، واستخدمتها كأداة في تنفيذ مصالحها بالشرق الأوسط، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية لا تصف سلوكًا ما بالإرهاب إلا عندما يتعارض مع مصالحها، أما إذا خدم تلك المصالح، فيصبح في نظرها "سياسة".

وتابع: "لو وافق الكونغرس فعلًا على مشروع هذا القانون، فذلك سيكون إعلانًا صريحًا بتغير حقيقي في الرؤية الأمريكية تجاه المنطقة، أما غير ذلك، فالمشروع لا يعدو كونه مراوغة سياسية جديدة".

واستنكر الدكتور صلاح حسب الله تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "تمويل سد النهضة"، مؤكدًا أن هذا المشروع جرى دعمه منذ الولاية الأولى لترامب، بما يمثل ضررًا مباشرًا على الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، وهو ما يعكس مجددًا أن السياسات الأمريكية تُبنى على مصالح استراتيجية ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص.

وأكد حسب الله أنه زار الكونغرس الأمريكي عدة مرات، والتقى بقيادات بارزة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وخرج بانطباع واضح مفاده أن من يحكم الولايات المتحدة هو "نظام مؤسسي سيادي" وليس الرئيس وحده، وهو نظام يحدد أدواته بناءً على مدى التهديد أو الاستجابة للمصالح الأمريكية.

وأضاف: "حينما يظهر في المنطقة نظام سياسي وطني مستقل، يشعر النظام الأمريكي بالقلق. وهذا ما يفسر الاستهداف المستمر لمصر، التي تمثل حالة خاصة من التماسك والإصرار على الاستقلال الوطني".

واختتم حسب الله حديثه برسالة للمصريين: "افتحوا نوافذكم على الجنوب، والشمال، والشرق، والغرب ستكتشفون دولا انهارت بمجرد أن فقدت شعوبها الإيمان بالدولة الوطنية لا مجال للغفلة، فالمؤامرات لم تنتهِ، بل أصبحت أكثر وقاحة وعلانية، ويجب أن نكون على قدر الوعي والمسؤولية في حماية هذا الوطن".