أكد الكاتب الصحفي إسلام كمال أن مصر تُعد الدولة الوحيدة في المنطقة التي تصدت بشكل فعلي لمخطط "الشرق الأوسط الجديد"، الذي سعت قوى دولية وإقليمية إلى تمريره خلال العقدين الأخيرين، مستغلين موجات ما يسمى بالربيع العربي، لتفكيك الدولة الوطنية وتحويل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط إلى كانتونات طائفية وعرقية.
وقال كمال، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن المخطط الذي طرحته الولايات المتحدة وتبنّته إسرائيل، لم يكن هدفه فقط تقسيم الدول العربية الكبرى، وإنما إعادة ترتيب موازين القوى في المنطقة بشكل يُقصي مصر من دورها المحوري، ويُضعف من تأثيرها في الملفات الإقليمية الحساسة، لا سيما القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن مصر واجهت هذا المخطط منذ اللحظة الأولى، بدءًا من إسقاط مشروع التوريث داخليًا، ومرورًا بتفويت الفرصة على جماعة الإخوان التي كانت رأس الحربة في تنفيذ الأجندات الخارجية، وصولًا إلى تبني استراتيجية الدولة القوية ذات المؤسسات المستقلة، القادرة على فرض قرارها السيادي في الداخل والخارج.

وأضاف كمال أن محاولات استبعاد مصر من إدارة ملف غزة كانت جزءًا من المخطط لإضعاف حضورها الإقليمي، لكن القاهرة أعادت المحادثات إلى مسارها الطبيعي بفضل ثبات موقفها، ونجحت في إعادة الملف إلى يدها رغم تعقيدات المشهد، في إشارة إلى مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل عبر وساطات متعددة.
وختم كمال بالتأكيد على أن المعركة الحقيقية لم تعد عسكرية فقط، بل أصبحت معركة وعي وسيادة قرار، وهو ما تدركه القيادة المصرية جيدًا، مشددًا على أن أمن مصر القومي يبدأ من محيطها العربي، وأن القاهرة لن تسمح بتمرير مشاريع تقسيم جديدة تعيد المنطقة إلى عصر الفوضى.