أكدت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية، أن المجتمع المصري بدأ بالفعل يشهد صحوة حقيقية تجاه ظاهرة البيدوفيليا، بعد سنوات من التردد والخوف من الاعتراف بوجودها.
وأوضحت، خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الحضور الكبير في فعاليات مؤتمر التصدي المجتمعي لظاهرة واللافت من مختلف أطياف المجتمع، من إعلاميين، وأولياء أمور، ومسؤولين بوزارة التربية والتعليم، ومؤسسات صحية ومجالس متخصصة يعكس حالة وعي جماعي جديدة، تؤكد أن المجتمع أصبح مستعدًا للنظر إلى المشكلة بجدية وشجاعة.

وأشارت شبانة إلى أن مواجهة الاعتداءات على الأطفال لا يمكن أن تتم إلا بتكاتف كل الأطراف المحيطة بالطفل، سواء الأسرة أو المدرسة أو المؤسسات الرسمية والمجتمعية، مشددة على أن دور ولي الأمر لا يتوقف عند الرعاية فقط، بل يمتد إلى الوعي والتواصل والملاحظة الدقيقة للتغيرات النفسية أو الجسدية على الطفل.
وأضافت: "يجب أن تكون هناك لغة حوار يومية بين الآباء وأبنائهم ليس المطلوب أن نصاحب أبناءنا على حساب التربية، بل أن نكون سندًا لهم في أخطائهم ونوجههم دون خوف أو عنف."
وأكدت استشارية الصحة النفسية على أهمية التمييز القانوني بين الاضطراب النفسي والمرض العقلي، موضحة أن كثيرًا من المعتدين قد يتحججون بوجود اضطرابات نفسية، لكن ذلك لا يعفيهم من المسؤولية القانونية أو الأخلاقية، ما داموا مدركين لما يفعلون.
وشددت على أن تأخر الأسرة في مواجهة الاعتداء أو إنكار حدوثه يعمق من جراح الطفل النفسية، قائلة: "نحن لا نبني درجات علمية، نحن نبني إنسانًا.. والسكوت في هذه القضايا جريمة مضاعفة بحق الطفل والمجتمع".