بالتزامن مع موجات حارة تجتاح القارة الأوروبية، حذر الدكتور تحسين شعلة، الخبير البيئي وأستاذ التكنولوجيا الحيوية، من أن العالم يشهد حاليًا ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، تخطى بالفعل الحد المتفق عليه عالميًا في اتفاقية باريس للمناخ.

وفي مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح شعلة أن متوسط درجات الحرارة العالمية وصل إلى 1.57 درجة مئوية، متجاوزًا الحد المسموح به البالغ 1.5 درجة، ما يضع كوكب الأرض في "مرحلة الخطر الشديد".

وأشار إلى أن استمرار الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة ساهم في هذا الارتفاع، مؤكدًا أن التقارير العلمية تتوقع وصول الارتفاع إلى 1.9 درجة مئوية بحلول عام 2030، ما ينذر بكوارث بيئية شديدة.

وأضاف أن ذوبان الجليد في القطبين ارتفع بمعدل 17 ضعفًا، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار، مشيرًا إلى احتمال غرق بعض الدول الساحلية بحلول عام 2100 نتيجة هذا التغير.

كما نبه إلى أن التغيرات المناخية تسهم في نشوب الحرائق وارتفاع وتيرة الأعاصير، وزيادة احتمالية ظهور القروش والكائنات البحرية في مناطق غير معتادة، ما يعكس اختلال التوازن البيئي العالمي.

وأكد أن المسؤولية تقع على جميع دول العالم، لكن الدول الصناعية الكبرى تتحمل العبء الأكبر، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة والهند، والتي تعد من أكبر الملوثين.

وطالب بضرورة تنفيذ توصيات مؤتمرات المناخ، ومنها التحول إلى الطاقة المتجددة، وزيادة حجم التمويل الدولي لمكافحة التغيرات المناخية، الذي يجب أن يتجاوز 300 مليار دولار، بعد أن كانت التوصيات السابقة تدعو لتخصيص 100 مليار فقط.