قال الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي، إن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن قرب التوصل إلى اتفاق يتعلق بقطاع غزة، تأتي في وقت يشهد فيه القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية أخلاقية وقانونية عنها نتيجة دعمها اللامحدود لإسرائيل، بما يخالف صراحة قواعد القانون الدولي.

وأوضح مهران في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن استشهاد أكثر من 120 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والاتفاقيات الدولية، لا سيما اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية التي تجرّم استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، وهو ما تقوم به إسرائيل بصورة منهجية وبدعم سياسي وعسكري أمريكي.

وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على إيران، التي تصاعدت مؤخرًا، جاءت بهدف التعتيم على الجرائم التي تُرتكب داخل قطاع غزة، ومحاولة صرف أنظار المجتمع الدولي عن الانتهاكات اليومية، لكن ذلك لم يمنع بعض الأصوات الغربية مثل فرنسا من المطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل، في خطوة غير مسبوقة.
وأضاف أستاذ القانون الدولي أن الاحتلال الإسرائيلي استغل حالة التوتر في المنطقة لتوسيع عملياته العدوانية في غزة، دون أي اعتبار للقانون الإنساني الدولي، مؤكّدًا أن ما يجري هو جرائم موثقة ضد الإنسانية، وليس مجرد تجاوزات فردية أو عسكرية عابرة.
وثمن الدكتور مهران الدور المصري الفعّال في محاولات التهدئة وحقن الدماء الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر لم تتأخر لحظة عن أداء دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، من خلال جولات دبلوماسية مكثفة واتصالات مستمرة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية.

وشدد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أوائل من حذّروا من أن استمرار الحرب في غزة سيقود إلى اشتعال المنطقة بالكامل، وهو ما تحقق بالفعل في ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، ما يجعل من الضروري التحرك العاجل لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني.