فريهان طايع تكتب: السلام النفسي يبدأ من ”الاستغناء”


لست مضطرًا للبقاء في مكان لا يشبهك، ولا لتواجد لا يليق بك أو ينتقص من قيمتك. فمن حقك دائمًا أن تصنع لنفسك مكانة تليق بك، تعتز فيها بنفسك، وتؤمن بقيمتك.
لكن، لماذا لا نتقبل أن "الاستغناء" قد يكون نعمة؟
نعمة تحمي كرامتك، وتصون طاقتك، وتحفظ لك ما تبقى من نفسك.
كم مرة سمعت من يقول لك: "لماذا تترك كل شيء؟ لماذا لا تحارب؟"
لكن السؤال الحقيقي هو: لماذا تحارب من أجل شيء لا يستحقك من الأساس؟
لو كان لك، لما جعلك في حيرة، ولما جعل منك قلبًا تائهًا بين البقاء والرحيل.
لماذا نطارد السراب؟
ولماذا لا نفكر بعقلانية، دون أن نحمل أنفسنا فوق طاقتها؟
الناس ليسوا ملكًا لنا، ولا مفاتيح الأرزاق بأيدينا، بل بيد الله وحده.
فلماذا نُرهق أرواحنا بالتمسك بأوهام، ونجعل سعادتنا مرهونة بما لا نملك؟
توقف عن تعذيب نفسك بالإصرار على المستحيل.
حرّر قلبك من التعلقات التي تُتعبك، واسحب بهدوء كل ما يشبه السموم من حياتك، بما في ذلك الأشخاص الذين لا يليقون بك ولا يضيفون إلى حياتك سوى الألم.
أنت لست مجبرًا على شيء.
أنت إنسان حر، مسؤول عن راحتك وسلامك النفسي.
لذلك، تعلّم ثقافة الاستغناء، وامنح نفسك فرصة للحياة، فهذه الثقافة هي طريقك للسلام الحقيقي، في كل مرحلة من مراحل عمرك.