أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن إسرائيل تمر حاليًا بحالة من الإنهاك الدفاعي الواضح، بعد أن تراجعت كفاءة منظوماتها المضادة للصواريخ، نتيجة النقص الحاد في مخزونها من الذخائر الاعتراضية، وهو ما دفعها، منذ صباح اليوم، لإجراء اتصالات مباشرة مع فرنسا وبريطانيا، في محاولة لفتح قناة تفاوضية تهدف إلى التهدئة.

وأشار العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن التصعيد الإيراني جاء باستخدام صواريخ متقدمة مزوّدة بتقنيات روسية، من بينها القدرة على تغيير السرعة خلال مسار التحليق، ما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الجوي، مثل القبة الحديدية والباتريوت، التنبؤ بنقطة الاعتراض المثالية.

وأوضح أن بعض الصواريخ الإيرانية أصبحت قادرة على خرق المجال الجوي من خلال العراق وسوريا وصولًا إلى إسرائيل، وتُنفّذ مناورات دقيقة تتضمن تغييرًا في السرعة، وهي آلية مراوغة تربك منظومات الرادار والاعتراض الحديثة.
وأضاف أن إحدى الضربات الإيرانية الأخيرة استخدمت فيها تقنية روسية مطابقة لصواريخ "يورشنك" التي أطلقتها موسكو في أوكرانيا، حيث انفجر صاروخ في السماء وتحول إلى 26 شظية هجومية دقيقة، ما يشير إلى تطور لافت في مستوى التعاون العسكري والتقني بين طهران وموسكو.
وحذر العزبي من أن استمرار الهجمات المتبادلة في ظل هذا التفوق الإيراني النوعي، مقابل تآكل قدرة إسرائيل الدفاعية، قد يدفع الاحتلال إلى التصعيد السياسي وطلب مظلة دولية لوقف العمليات، بعد أن باتت خسائره تتصاعد بوتيرة غير مسبوقة.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن سلاح الجو الإسرائيلي يواجه أيضًا حالة إنهاك ميداني، بعد تنفيذ مئات الطلعات الجوية لمسافات بعيدة، مما أثر على قدرات الطيارين والمعدات، في وقت تُبدي فيه الولايات المتحدة حذرًا بالغًا من الانخراط المباشر، خشية على قواعدها ومصالحها الحيوية في المنطقة.