الدكتورة هبة عادل تكتب: ضرب تل أبيب.. رسائل النار وتغير معادلات الردع في الشرق الأوسط


الحرب بين إيران وإسرائيل ليست معركة أرقام أو ضحايا؛ القضية الآن ليست من يملك صواريخ أكثر أو من يسقط له قتلى أكثر، بل القضية الحقيقية أن العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني أصبح مكشوفًا لأول مرة بهذا الشكل الفاضح.
ما حدث خلال الأيام الماضية هو تحول استراتيجي. نحن أمام أول ضربات مباشرة ومعلنة تضرب تل أبيب وحيفا في وضح النهار، دون وسطاء، دون وكلاء، دون أقنعة… هذه مواجهة عسكرية بين دولتين وجيشين على المكشوف.
الصدمة الحقيقية ليست فقط في حجم الضربة… ولكن في فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، “القبة الحديدية” التي تم الترويج لها عالميًا كمعجزة دفاعية تحولت إلى ما يشبه “مظلة مثقوبة”.
“مقلاع داوود” و”حيتس” و”باتريوت”… كلها لم تفعل شيئًا أمام موجات الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيّرة.
المشهد الآن يقول بلغة عسكرية واضحة:
✅ نظرية الردع الإسرائيلي تلقت ضربة استراتيجية قاصمة.
✅ إسرائيل فقدت لأول مرة منذ 1948 الإحساس بالحصانة داخل حدودها.
✅ القدرة على خوض حرب هجومية دون تكلفة عالية باتت من الماضي.
???? هذه ليست مجرد معركة… هذه رسالة عسكرية سياسية ثقيلة.
???? الرسالة تقول بوضوح:
• زمن احتكار التفوق انتهى.
• زمن الحروب عبر الوكلاء انتهى.
• زمن أن تضرب إسرائيل ولا تُضرب انتهى.
???? إيران نجحت في إيصال المعادلة الجديدة:
“الضربة بالضربة.. والدم بالدم.. والعاصمة بالعاصمة.”
وليس معنى ذلك أن إيران انتصرت نهائيًا، ولا أن الكيان سيُهزم غدًا، لكن المؤكد أن قواعد الاشتباك تغيرت للأبد. إسرائيل فقدت عنصر الردع النفسي الذي طالما كان سلاحها الأقوى قبل أن يكون الصاروخ أو الطائرة.
العالم يشاهد تغير الموازين:
• واشنطن مرتبكة.
• أوروبا صامتة ومُحرجة.
• الداخل الإسرائيلي في حالة ذهول.
• المقاومة في المنطقة تتعامل بثقة وهدوء.
ما يحدث الآن ليس حربًا فقط… بل كتابة صفحة جديدة بالكامل في معادلات القوة في الشرق الأوسط.
ومن لا يرى ذلك… فليُعد قراءة المشهد جيدًا.