خط أحمر
الجمعة، 6 يونيو 2025 06:21 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور سامح أبوخشبة يكتب: ”حينما تكون صناعة العظمه حرفة”

خط أحمر

تحت رعاية كريمة من قيادة تؤمن بأن الإعلام لا يُبنى فقط بالكاميرات ولا بالميكروفونات، بل بالعقول والقلوب، بدأنا الرحلة. لم نكن ندرك، ونحن نخطو خطواتنا داخل أروقة معهد الإذاعة والتليفزيون، أن تلك الأيام المعدودة ستعيد تشكيل وعينا ووجداننا.
كانت مجموعة مختارة بعناية من قيادات وخبرات إعلامية متميزة من قطاعات الهيئة الوطنية للإعلام المختلفة ، وحالفني الحظ أن أكون من بينهم .
أشرقت شمس يوم الأحد ، الخامس والعشرين من مايو لعام 2025 ، بخجل ، وهم يدخلون القاعة في أول يوم ، محمّلين بالأسئلة : لماذا نحن ؟ وماذا يعني أن تكون مدربًا معتمدًا وقائدًا إعلاميًا ؟
عندها ، وفي اللحظات الأولى ، وقف رجل تضيء ملامحه ثقةً ومعرفة. لم يُلقِ محاضرة بقدر ما زرع بذور انتماء داخلي . بكلماتٍ بسيطة لكنها عميقة ، حرّرنا من أسر التعليم التقليدي، ليأخذنا إلى عالم التدريب الذي ينبض بالحياة . تحدّث عن الفارق بين من يُدرّس ومن يُلهِم ، وعن المدرب الإعلامي بوصفه مرآة ورسولًا ، لا مجرد مهنة ، إنه الإنسان الراقي الخلوق ، رئيس النيابة الإدارية المستشار عبد المنعم مجدي، المدرب الدولي المعتمد، ومصمم البرنامج التدريبي .
وفي صباح الإثنين ، وجدت أرواحنا نفسها أمام مرآة جديدة؛ مرآة الذات. لم تُفتح حقيبة تدريب بقدر ما فتحت فينا أبوابًا نحو الداخل. بشغف المتمرس، كما فتحت قلوبنا تجاهها، قادتنا لفهم أن القيادة تبدأ من الفهم العميق لاحتياجات الآخرين، وأن التخطيط ليس جداول فقط، بل فهم حقيقي لمن ندرّبهم، وما نأمل أن يخرجوا به. بدت كلماتها كأنها نحت في وعينا: "التدريب الفعّال لا يبدأ بالحقيبة، بل بنبض القاعة"، فكانت جلسة مثمرة مع المستشارة المتميزة الواعية الدكتورة دينا حفني، المدربة الدولية المعتمدة.
وجاء يوم الثلاثاء، بصوت يشبه النسيم، حيث دخلت المستشارة الراقية نورهان مراد، المدربة الدولية المعتمدة، لتفيض نورها على المنصة وتفتح أمامنا أبوابًا لم نكن نرَها في فن التواصل وفهم الآخر. لم تكن الكلمات وحدها موضوع الحديث، بل كل ما لا يُقال ويُفهم. أكدت أن الرسالة الحقيقية تسكن نظرات المتدربين، وتهطل من نبرة الصوت، وأن فهم الشخصيات ليس مهارة بل بوابة للتأثير العميق. كان يومًا نطق فيه الإصغاء، وتجلّى فيه الفرق بين الحديث والتواصل، بين الوجود والعبور.
وقبل نهاية الأسبوع الأول بيوم، ومع خيوط الأربعاء، دخلنا عالَمًا كُتب فيه الحرف بالمعنى، والصورة بالمسؤولية، مع الدكتور وليد حيدر، المدرب الدولي المعتمد، الذي لم يكن فقط صحفيًا، بل شاعرًا بلغة المهنة. تحدّث عن تجاربه الصحفية كما يُروى الحدث من عين الشاهد، وعن مهارات القيادة، وأهمية أن يكون المدرب مزيجًا من المحرر الواعي والمُلهم الجريء.
ثم جاء الخميس، كنسمةٍ ناعمة تحمل أنوثة الحكمة، حيث وقفت المستشارة همت سلمان، المدربة الدولية المعتمدة، تحدثنا عن الإتيكيت بأسلوبها السهل الممتنع، لا كمجموعة قواعد، بل كفلسفة وجود. علمتنا أن المدرب هو مَن يُحسِن الوقوف قبل أن يُجيد الكلام، وأن التفاصيل الصغيرة كطريقة السلام والنظر وتهذيب اللسان تصنع الفارق في التأثير. وفي امتداد اليوم، أمسكت الدكتورة المستشارة مروة عادل، المدربة الدولية المعتمدة، الخيط، وأخذتنا بثقة وتمكن واحترافية نحو عوالم الإقناع، وفنون إدارة القاعة وإدارة الوقت، كما تُدار مسرحية بارعة الإخراج. وقتها فقط أدركنا أن "التحكم" ليس تسلّطًا، بل انسجامًا داخليًا مع الحضور، فنجحت في التأثير والإقناع في كل معلومة قدمتها، كما نجحت في التأثير على القلوب قبل العقول.
وجاء الأحد التالي ليحمل مفاجأة من نوع خاص. دخل المهندس أنطونيوس ميخائيل كمن يُرتب خشبة المسرح قبل العرض، ليُظهر لنا أن العرض التقديمي ليس مجرد محتوى وشاشة، بل تجربة متكاملة. شرح كيف تتحول الشرائح إلى رسائل، والحركة البصرية إلى لغة، والإيقاع إلى تأثير. كانت كلماته كضربات متتالية على الرؤوس لتصحيح المفاهيم وتعميق الوعي الوطني.
وفي صباح الإثنين، التقينا بظلّ جديد للمستشار عبد المنعم مجدي، الذي لا يتحدث فقط، بل يقف أمامنا كأنما يُجسّد الكاريزما نفسها. فتح لنا كتاب "لغة الجسد"، وأرانا أن الإلقاء ليس حروفًا منمقة، بل تواصل إنساني بين روحين. حدثنا عن الشخصية الكاريزمية ككيان يُبنى على الوعي والصدق، لا على الإعجاب اللحظي.
ثم جاءت الخاتمة، يوم الثلاثاء، حيث وقفنا واحدًا تلو الآخر، لا لنُختبر، بل لنكشف عن بذور نضجت. أمام لجنة التحكيم، عرض كلٌ منا مشروعه لا كعرض أكاديمي، بل كشهادة ميلاد جديدة في مجال التدريب والقيادة. شهدنا بأعيننا كيف تحوّل التوتر إلى يقين، وكيف نضج الحرف إلى رسالة.
ثمانية أيام... لكنها كانت حياة. لم نغادر القاعة كما دخلنا، خرجنا ونحن نحمل في قلوبنا ما هو أثمن من الشهادات والاعتمادات. تعلمنا أن صناعة العظمة ليست صفة، بل حرفة... تبدأ من الإخلاص، وتُصاغ بالوعي، وتُمارس بالحب.
فشكرًا لكل من أشرف، وخطط ، ودرب ، واستثمر من أعضاء وعضوات هيئة النيابة الإدارية ، االمستشارون والمدربون الدوليون المعتمدون، لاعتماد مجموعة من القادة والخبرات الإعلامية بالهيئة ضمن برنامج (TOT). ، وشكرًا للهيئة الوطنية للإعلام ولمعهد الإذاعة والتليفزيون في صنع جيل جديد من المدربين والقادة داخل الهيئة الوطنية للإعلام .

الدكتور سامح أبوخشبة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة