وزير الأوقاف: تدريب الأئمة وتزويدهم بالوعي لمواجهة الفكر المتطرف


كشف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، رؤية الحكومة وسياساتها في مجال تجديد الخطاب الديني وتعزيز الفكر الوسطي، وقال الوزير: عندما توليت الوزارة قمنا بأعمال تأسيسية لتطبيق رؤية الدولة المصرية لتجديد الخطاب الديني، وحرصت على عقد عدد كبير من جلسات النقاش والعصف الذهني في مجال علم النفس والقانون والاجتماع والصحافة والإعلام، وتم عقد جلسات عمل مشترك باستضافة عدد من الخبراء لإتقان وجمع رؤية مكتملة لتجديد الخطاب الديني.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الشيوخ برئاسة المستشار بهاء أبو شقة وكيل أول مجلس الشيوخ، وذلك لمناقشة عدد من طلبات المناقشة المقدمة من الأعضاء بشأن تجديد الخطاب الديني.
وقال الأزهري: إن الوزارة اعتمدت استراتيجية من عدة محاور رئيسية، وهي: مواجهة الفكر المتطرف وتفكيك خطاب التكفير والعنف عبر تعبئة كافة إمكانيات الوزارة في جميع أنحاء مصر.
مكافحة التطرف وإطفاء نيران التطرف اللا ديني، وتتصدى له كافة مؤسسات الدولة المصرية ومعها الأوقاف بنفس القدرة والجرأة، كما نتصدى للإلحاد والتنمر والتحرش وارتفاع زيادة حالات الطلاق وقضايا الميراث، حيث تتصدى وزارة الأوقاف بكافة خطبائها لمواجهة جريئة ورصينة لكل هذه الأفكار.
بناء الإنسان، تماشيًا مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ 2018، بالتعاون مع مختلف الوزارات لتعزيز التنمية في التعليم والصحة وسوق العمل.
صناعة الحضارة، عبر خطاب ديني يعزز الاعتدال، ويبني الإنسان، ويسهم في النهضة العلمية والتعليمية.
وأكد الوزير أن هذه المحاور تهدف إلى إطفاء نيران التطرف، وترسيخ الوعي الديني المستنير لدى الشباب، وإعادة بناء الحضارة من خلال البحث العلمي والمعرفة.
ولفت الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أن الوزارة تعمل على حسن إعداد وتأهيل الأئمة، لأنهم العنصر الأكبر فى أداء الوزارة، مؤكدا أن نجاح الوزارة فى تأهيل ورفع كفاءة الأئمة وتزويدهم بالوعى، والقدرة على مواجهة الخطر، والتصدى له، هو فى الحقيقة نجاح للوزارة.
وتابع الأزهرى، تم تدشين برنامج تأهيل رفيع المستوى بين وزارة الأوقاف والأكاديمية العسكرية، بتوجيه من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واستكمل الأزهرى:" قامت الأكاديمية بتدريب مكثف امتد على مدار 6 شهور لبرنامج مكثف يقدم التدريب على العلوم الشرعية، ومهارات التواصل والعلوم الحديثة مع عناصر بناء الشخصية التى تقدمها الأكاديمية وبرنامج رياضى، وتعريف الأئمة بكافة مؤسسات الدولة، وتنفيذ برامج مكثفة لثقل قدراتهم فى مختلف المعارف، وتم الانتهاء من البرنامج.
وأشار الوزيز، إلى إعداد برنامج لتنظيم حركة التنقلات للأئمة، لأول مرة فى الوزارة ، تنفيذ حركة التنقلات أسوة بحركة تنقلات مؤسسات الدولة خرجت فى شهر ديسمبر الماضى لتنظيم نشرة سنوية لتنقلات الأئمة ليكون قريبا من أسرته و مستريح البال ليقوم بمهمته، إضافة لبرنامج للتفتيش على الأئمة لضمان الانضباط الإداري للأئمة، حيث تم إعادة هيكلة كوادر المفتشين على مستوى الجمورية، وتم تدريبهم على الحوكمة والتفتيش على مستوى الجمهورية، والشهر القادم بصدد إرسال دفعة جديدة للتأهيل من المفتشين، إضافة لعقد دورات لتأهيل عمال المساجد، من أجل تأهيلهم لرعاية المسجد وصون المؤسسة واستقبال ضيوف الرحمن.
ومن جانبه قال المستشار بهاء أبو شقة إن تجديد الخطاب الديني ليس مهمة مؤسسة دينية واحدة، بل هو مشروع وطني تشاركي، يتطلب تعاوناً وتناغمًا بين المؤسسات الرسمية والدينية الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء بما يقوموا به من تدريب الدعاة وضبط الفتوى ونشر الفكر الوسطي وكذا المؤسسات التعليمية بما تقوم به من تعديل للمناهج بإدراج مفاهيم التسامح ونبذ الغلو وتأهيل المعلمين لأداء هذا الدور وكذا المؤسسات الثقافية والإعلامية بما تقدمه من دعم الإنتاج الفكري الذي يرسخ قيم التعددية ومحاربة الخطاب المتطرف ودعم المحتوى التنويري.
واقترح أبو شقة؛ تعديلات تشريعية تتضمن إصدار قانون يتضمن القواعد المنظمة للفتوى والدعوة وتجريم ممارسة الدعوة بدون تصريح رسمي من الجهة المختصة، وإصدار قانون مراقبة المحتوى الديني الرقمي لحظر القنوات والمواقع المحرضة ، وإصدار قانون تجريم تسييس الشعائر الدينية بما يمنع استخدام الدين للترويج السياسي ، وإصدار قانون بإنشاء هيئة وطنية للخطاب الديني تتابع الخطاب على أن تضمن نصوصاً تضمن الاستقلالية والفاعلية مع مراعاة التداخل بين المؤسسات الدينية والدولة.
وأشارت النائبة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ أن تجديد الخطاب الديني ضرورة ملحّة لمواكبة تطورات العصر وتحدياته، بما يعكس جوهر الإسلام وروحه السمحة، كما يُعدّ ذلك قضية وعي تتطلب فهماً عميقاً للنصوص ومقاصد الشريعة. ومن خلال هذا التجديد، يمكن التصدي للأفكار المتطرفة التي تفتقر لقيم الإسلام السامية مثل الرحمة، والعدل، والتسامح.