فى كل استحقاق انتخابي نري البعض رافضا المشاركة تحت دعاوى مختلفة أما انه يرفض الموضوع برمته بسبب اتجاه سياسي مغاير، أو لانه يشعر ان مشاركته لاقيمة لها ،أو أنه لايعرف أنها حق اصيل له كما هى واجب .

والحقيقة أن صاحب الاتجاه السياسى الرافض لا نعول عليه كثيرا لانه تم برمجه عقله وغرس مفاهيم مغلوطة لديه فهو كاره للدوله وغير مقتنع بشئ الا بما تم حشو عقله به ، أما من يري ان مشاركته لن تفرق فى المعادلة السياسية ،والآخر الذى لا يعرف ان الامر كما هو واجب فهو حق فان هؤلاء يجب مساعدتهم علي فهم الامرعلي حقيقته والاهتمام بتعزيز الوعى لديهم وهذا يمكن أن يتم من خلال الاعلام والندوات والمؤتمرات والدراما ،

لكن الأمر الذى ياتى ثماره حقا هو تنمية الوعى من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية لدى الاطفال والشباب،فقد اهملنا لسنوات طويلة تعليم مادة المواطنة اوالتربية الوطنية وفيها يتم تعليم الأطفال والشباب الحقوق والواجبات وعلاقة المواطن بالوطن واهملنا ايضا تناول مفاهيم المواطنه فى كافة المناهج من موضوعات تعبير وقراءة ومادة التاريخ ، فقد اهملنا كل مايربط المواطن بالوطن ،ولم نجعله يدرك ان مشاركته السياسية بما فيها حق التصويت كما هى حق فهى واجب والعكس صحيح وان المواطن هو أول من يجني ثمار اختياراته .

لقد أخطأنا عندما تركنا أبناءنا لوسائل التواصل الاجتماعى وجماعات الرفاق والخطاب الدينى غير المستنير ،نعم هناك تغييرات حدثت مثل ضبط الخطاب الدينى ولكن للاسف مازال تعليمنا يركز علي المعارف دون الاتجاهات ومازال مهملا لمادة المواطنه ومازالت مؤسساتنا الاجتماعية والتربوية غير ناجحة فى تصحيح المفاهيم ، نحتاج مواطن علي درجة كبيرة من الوعى بحقوقه وواجباته وأهمية مشاركته فى مسيرة الوطن ، والا نترك هذا الأمر للاجتهادات الفردية ،نحتاج عمل المؤسسات التربوية والاجتماعية،لخلق المواطن الصالح الملم بما له وماعليه نحتاج السير قدما فى معركة الوعى .