حينما وردنا الخبر للوهلة الأولي اعتقد أن الكثير من رواد القطارات لم تصيبهم الدهشه لاعتيادتنا وجود الكثير من تجاوزات الكثير من كمسارية القطار مع الركاب عموما.

ولكن أن يصل الأمر إلى انعدام تام للرحمة بأمر شابين بالقفز من قطار سريع  لعدم دفع قيمة التذكرة لـ هو سلوك جزار قاتل اتخذ قرار بإعدام الشابين لمجرد جريمة عقوبتها الغرامة فعين من نفسه قاضيا وجلادا ونفذ في الشابين حكم الإعدام بلا رحمة أو مجرد لحظه من التفكير العاقل أو سرق من مشاعره الميتة بعض من الرحمة لينتظر بعض اللحظات حتى يأمر الشابين بالنزول من القطار بعد توقفه تماما وليس أثناء سير القطار مسرعا.

لا يوجد رقيب على تنفيذ الأصول قبل القوانين أثناء سير القطار إلا ضميرك الإنساني، فـ عليك أيها الكمسري الجزار أن تتخذ القرارات الصحيحة في الأوقات والظروف الملائمة  لا أن تنصب من نفسك إله باسم تطبيق القانون والتعليمات دون مراعاة للإنسانية داخلك.

وعلى الأصوات المنادية بإلقاء بعض اللوم على الركاب فرغم عدم موافقتي علي سلبيتهم إلا أنه لم يتوقع أحد سوى أن الركابين وهم بائعين جائلين وأنهم لابد من خضوعهم للأوامر ممثل الحكومة وهو رئيس القطار وأن كل الأحداث التي لم تستغرق أكثر من دقيقتين، إنها مجرد مناورة يومية معتادة بين الكمسري والبائعين، رغم الخطورة أمر الكمسري الشابين بالقفز من القطار إلا أن جميع الركاب كان عندهم شبه يقين أن الأمور لن تحدث كما حدثت لأن أمر القفز متوافق مع اعتياد البائعين عمل ذلك الأمر باستمرار.

ولكن الجزار صاحب القرار الظالم أثار حفيظة الركاب بعد أن أخذ قرار نتح عنه التهام القطار للشابين، أحدهما قتل والآخر يصارع الموت، فإن ما فعله الكمسري هو جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار وعقوبتها الأشغال الشاقة المؤبدة أو السجن المشدد لأن قراره بعد تفكير وإصرار على تحقيق النتيجة الإجرامية التي حدثت للشابين فهذا دليل أكبر على إدانته لأن عمله، وهو توقع النتائج الصحيحة وأن حدوث الواقعة بتلك الصورة لهو بالطبع دليل يقيني على جهله بعمله وقبلها جهله بأبسط قواعد الرحمة والإنسانية.

من لا يرحم لا يرحم تلك وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأعملوا بوصايا الرسول الكريم لعلكم تنجون وتفوزون في الدنيا والآخرة.