أصبحت القنوات الفضائية مبرمجة لفكرة واحدة، وهي تغييب العقل واعتماد السياسة الاستهلاكية، وأصبح هناك تنافس على هذا الهدف بحيث اندثرت ثقافة نشر الوعي، حتى في المسلسلات و البرامج سابقا، كانت تجمعنا التلفزة أما، اليوم فأصبحت تفرقنا لأن الحياء قد ولى وأدبر، فأصبحت هناك الجرأة في الإعلام بطريقة لا تحصى.

وسائل الإعلام أصبح مبرمج على الاستهلاك فقط و التجارة بأفكار الناس و أخلاقهم و معتقداتهم، التلفزة تقف وراءها عدة أهداف إيديولوجية هدفها تدمير المجتمع و جره نحو الاستهلاك بدون وعي و تفكير فهي تغريه و تعتمد معه سياسة الإغراء و تصنع له الأوهام و تروجها على حساب قيم المجتمع، وتستعمل في هذا عدة أدوات و آليات رخيصة يوما امرأة مغرية عبارة عن شيطان و يوما رجل دين بعيد كل البعد عن الدين هدفه فقط نشر التشدد و النقمة و يوما شخص يدعى المبادئ و تقف وراءه أهداف أخرى و هي كسب  الناس و يوما سياسة الاستفزاز و التشهير و تعظيم الحمقى هذه الفنانة و هذا الفنان وكأن مجتمعاتنا تتحمل بعد كل هذه السخافات.

ولا مانع من نشر خطابات دينية زائفة، فالإعلام أصبح يستفز الناس عوضا أن يقدم لهم الوعي و يجعلهم يثقون به و يصدقونه عوضا أن يحرك فيهم البعد الإنساني و أن يكون صوت الحقيقة لكن اليوم فهو ينشر في الخدع و الأكاذيب و يشوه في المجتمع و الحضارات و يخفي الحقيقة وراء السراب ،عوضا أن يساهم في تقريب المجتمعات والمسافات وأن يكون همزة وصل فهو أصبح أداة تفريق وتشكيك حتى في العائلة الواحدة من خلال قصص غريبة وشاذة هدفها فقط جلب المتابعين بدون تفكير في العواقب والنتائج.