لا أعتقد أن هناك خطة واضحة فى بلادنا للاستثمار في الأثار فكل ما نشاهده من مؤتمرات ودعاية وتوقيع بروتوكولات غالبا ما ينتهى بفواتير ستسددها الاجيال القادمة واذا استعرضنا بعض فرص الاستثمار الحقيقية والتى تزخر بها بلادنا فنجد ثلث آثار العالم وما زال مطمورا تحت التراب أضعاف ما تم اكتشافه .. أما المكتشف فواحسرتاه على تعاملنا معه فهو اما في المخازن أو مهمل فى الساحات وما يتم عرضه لا يمثل سوى نذر يسير من تلك الثروات.

من قام منكم بزيارة لكنوزنا الاثرية فى الاقصر وأسوان وما بينهما سوف يتحسر على الاهمال واللامبالاه وسوء الطرق والمواصلات وحالة المعابد التعيسة ناهيك عن الانشطة الترويجية ومحلات وبوتيكات وفرش لا تبيع سوى أسوأ ما أنتجته الصين عن آثارنا .

فلو تم تقسيم المناطق الاثرية الى عدة مناطق وتم طرحها على الشركات العالمية لامتياز صيانتها وترميمها وتطوير شبكة الطرق والمواصلات المؤدية الى تلك الآثار والمعابد وانشاء فنادق وخدمات وأسواق وأيضا التنقيب عن الكنوز المطمورة تحت التراب ومن ثم التعهد باحضار أفواج سياحية وكل ذلك تحت اشراف وزارة الآثار الميمونة فهل سيظل الحال كما هو عليه .

طبعا ستتعالى أبواق المعارضة وتتهم الحكومة ببيع تاريخنا وآثارنا ثم ستقوم المافيا المنتفعه بمحاربة الشركات الاجنبية وعرقلة كافة خطواتها وتصاريحها حتى تفشل وتعود أدراجها لاعنة اليوم الذى صدقت فيه حكومتنا الرشيدة فنحن وللاسف الشديد نتوهم أن لدينا القدرة على التسويق والترويج لآثارنا عالميا وأذا لم ندرك الحقيقة ونستعين بأهل الخبرة فلن نتطور أبدا .

فهل يعقل أن تكون لدينا عيونا كبريتية فى منطقة عيون موسى وبطول يزيد عن مائة كيلومتر ونترك ادارتها لمجموعة من البدو؟ .. فكيف لم تنشأ منتجعات سياحية واستشفائية يتم الترويج لها محليا وعربيا وعالميا لاجتذاب هذه النوعية من السياح ؟ .

وذلك رغم أن هناك تجد الشواطئ الخلابة والصحراء البيضاء والواحات والبحيرات وغيرها مما يصعب احصاؤه من الكنوز المهملة ثم ندعى أننا دولة فقيرة ونشتكى زيادة السكان ونحاول الصاق فشلنا بالغير ونلعن الظروف مستندين علي حجج الواهية... لكى الله يامصر .... وللحديث بقية...