الدكتور يسري أبوشادي يكتب .. قلبي مع السودان


منذ نشأت والسودان بالنسبه لي هي مصر فقد ولدت في وقت كان ملك مصر يلقب بملك مصر والسودان وهواه الطوابع القديمه سيجدون هذه الجمله مطبوعه علي عدد من الطوابع في هذه الفتره.
وقد عمل جدي لعشرات السنين كرئيس لهيئه السكك الحديد المصريه في مدينه عطبره بالسودان وهي المدينه التي ولد وعاش فيها والدي وكل اخوته واخواته وبعضهم تزوج من سودانيين وانجبوا ذريه كبيره مازال الكثير منهم هناك . وعندما دخل ابي في الجيش المصري كان أول عمل له في مدينه ام درمان بالسودان حيث رزق هناك باختي الكبرى والتي اعتبرت في الاوراق الرسميه لسنوات عديده سودانية الجنسيه.
وعقب استشهاد والدي في حرب فلسطين عشت في بيت العائله في شبرا مع أولاد عماتي السودانيات وتربيت علي ذكريات السودان وكلماتهم وطيبه قلوبهم فأحببت هذه البلد واعتبرتها ليست مجرد بلدي الثاني بل امتداد لبلدي الأصلي مصر.
وعلي مدي عشرات السنين تابعت اخبارها واحداثها ولكن زاد قلقي كثيرا في الأحداث الاخيره خاصه بعد التجربه الأليمه لما سمي بالربيع العربي والتي اسميها عن معرفه شخصيه لها بأنها كانت خطه اجنبيه تم وضعها لهدم بعض البلادالعربيه بـأيدي أبنائها دون وعي لما هو مخطط لهم.
صحيح ان احتكار السلطه لعشرات السنين وخلق مراكز قوي لها مصالح سياسيه واقتصاديه وازدياد التفاوت في توزيع الثروة كان اهم الأسباب في اندلاع مظاهرات الرفض خاصه من جانب الشباب وبعض الطوائف المهنيه إلا ان سوء توجيه هذه المظاهرات والمبالغه في المطالبات ودخول اطراف ذو دوافع دينيه مسيسه قد ادي لتطرف بعض القوي الوطنيه دون اعتبارلأهمية الدوله الوطنيه.
وهذا ماحدث في مصر وسوريا والعراق وتونس وليبيا واليمن وغيرهم ، ولولا يقظه غالبيه القوي الوطنيه لهذه المحاولات المسيسه وكشفها ووقوف القوات المسلحه لحمايه الدوله والتي أدت لفشل الخطه الهدامه في بعض هذه البلاد ونجاحها مع الأسف في عدد منهم حتي الان.
ويبدو بعد الفشل في العديد من هذه الدول أن سيناريو مماثل يحدث الان في السودان بداية من مطالب مشروعه بتغيير نظام امتد لـ 30 عاما الي رفض لجميع الحلول والمقترحات الانتقاليه بل ورفض وجود الجيش خلال هذه الفتره ، ومن هنا جاءت دواعي قلقي علي السودان وعلي مبالغات مطالب بعض الشباب والقوي المهنيه والدينيه في مطالبهم مما يعرض كيان الدوله والوطن لمشاكل خطيره.
قلبي مع الشعب السوداني الشقيق واتمني ان يستوعب الأحداث التي مرت علي بعض الدول العربيه بعد 25 يناير وان يكون الحفاظ علي الدوله والوطن اهم من المطالب الذاتيه والمبالغ فيها وان يعي ان قواته المسلحه هي الحامي والضامن الحقيقي لتماسك دولته دون إحتكار أو استغلال للسلطه