إذا أردت أن تزرع لسنة فأزرع قمحا وإذا أردت أن تزرع لعشرون عاما فازرع شجرة و إذا أردت أن تزرع للحياة فأزرع إنسان؟!

اهتمت سائر الأفكار و العقائد الإنسانية بالإنسان كونه يعتبر لبنة هذه الحياة فبصلاح الإنسان تعمر الأرض و تزدهر، و بهدمه يسود الشر و ينتشر .

وما كل هذه المشاكل و الحروب إلا نتيجة حتمية لإهدار كرامة الإنسان وإنسانيتة وعدم وضع أدني اعتبار لحقوقه.

فحق الإنسان في إنسانيتة ليست وليدة اللحظة حتي لو شهد العصر الحديث توثيقها حتي لو كثر الحديث عنها في العقود الأخيرة فقد جاءت هذه الحقوق كنتيجة مسيرة إنسانية طويلة شهدت ظهور العديد من الأفكار الإنسانة العظيمة والديانات الخالدة التي استطاعت أن توسس منذ القدم لمبادي تضمن كرامة الإنسان و تصون حقوقه وترعي حرمته وتعصم دمه فالخير كان ولا زال و سيبقي هو الأعم حتيلو أطل الشر بقرونه لفترات قد يتوهم البعض أنها طويلة.

الإنسانية هي الوعاء الذي يحمل الدين ليس باسم الدين نفعل ونقول مالا تقبله الإنسانية، لأن الله الذي خلق لإنسان من المستحيل أن تكون أحكام الدين التي وضعها ضده .

يقال "المظلوم والظالم قد جردوا من إنسانيتهم " فالتعذيب يهدر من الكرامة الإنسانية ليس فقط كرامة المعذب بلا أيضا من كرامة القائم بالتعذيب، لأن الخير بتعذيبه إنسان مثله يكون فاقد لمعني الإنسانية بأكملها.

الإنسانية هي العطاء فإن وهبك الله إنسانيتك كامله تعطي كل ما تملك لمن لا يملك شيء وتسعد من أعطيته وتكون في قمة سرورك.

فلا يمكن أن يكون شخصا عالما بمعني الكلمة من غير أن يكون إنسان حقيقيا ، فهناك الكثير من يدعو إلى الإنسانية من أجل الشهرة والميديا فأصبحنا في مجتمع الإنسانية فيه أن فلان فعل وفعل وفعل.

الإنسانية الحقيقة هي عدم نسيان ما يجب أن يلازم الشخص من صفات جميلة ليبقي الكائن المميز في تلك الحياة بمبادئة و إخلاقياته.

يجب علينا جميعا أن لا نتناسا إنسانيتنا فإذا أردت مجتمعنا متقدمنا منتجا في كل المجالات فعليك أولا بتنشئته نشأة إنسانية.