خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 11:13 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

دكتور السيد الخطاري .. أمين الأمم المتحدة وشيخ الأزهر يجددان مفاهيم الإنسانية

خط أحمر

وقفت طويلاً حائراً أمام البيان الذي ألقاه أنطونيو غوتيريس ، الأمين العام للأمم المتحدة ، من مشيخة الأزهر الشريف ، عقب لقائه مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر الشريف خلال زيارته لمصر مطلع الشهر الجاري ، والتي يعتبرها دولة محورية في المنطقة ، والذي قال فيه بعدما ألقى السلام على الحضور : يشرفنى أن أخاطبكم في هذا المقر العظيم لتعليم الإسلام ، ولا يمكن للمرء وهو يقف ها هنا أن يخطئ الإحساس بالثقل المهيب لأكثر من ألف سنة من التاريخ والثقافة والعلم والعبادة ، ولقد جئت كأمين عام ، ورجل متدين ، لأعبر عن احترامي للإسلام وعن تضامني مع أتباع هذا الدين في هذه الأوقات المضطربة.

واستطرد في بيانه مؤكداً أن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة تستهدف تشويهه وإتهامه بالإرهاب ، في حين أن أكثر ضحايا الإرهاب هم من العرب والمسلمين ، فالإسلام دين محبة وعطف وتسامح ورحمة وإحسان ، مضيفاً أنه قد رأي كرم الدول الإسلامية التي كانت تفتح حدودها للأشخاص في وقت محنتهم ، في عالم كانت فيه كثير من الحدود موصدة ، معرباً عن أسفه الشديد لكون بعض دول العالم تشهد تصاعدًا غير مسبوق لكراهية المسلمين ومعاداة السامية والعنصرية وخطاب الكراهية ، على عكس ما جاءت به وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان ، والتي يعتبرها ذات أهمية عالمية لأنها تفند أسباب التطرف ، وتبرأ الإسلام والمسيحية من الإرهاب ، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على الاستفادة من هذه الوثيقة ، لتعزيز السلم والأمن العالمي .

فإذا كانت هذه هي صورة الإسلام والمسلمين في عين الأمين العام للأمم المتحدة والذي عمل من قبل كمفوض لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة مما جعله بنظري يعايش المعاناة والآلام التي يعانيها الأبرياء والمضطهدون من اللاجئين وضحايا الحروب حول العالم ، فما الخطب إذن ؟! بحثت بدوري في بواطن الأمر عن إجابه لهذا التساؤل ، فلم أجد إلا الدور السلبي الذي تؤديه وسائل الإعلام الغربيّة في تشكيل بعض الصّور الذّهنيّة التي تفوح منها العنصريّة والكراهيّة عن الإسلام والمسلمين ، فوسائل الإعلام الغربيّة نجحت في إظهار العالم الإسلامي أمام الرأي العام العالمي متهمّاً وسبب كل الاعتداءات الإرهابيّة التي تحدث في العالم ، وذلك من أجل ترسيخ فكرة في أذهان النّاس بأن هناك علاقة وطيدة بين الإسلام والإرهاب ، لتبرئة العالم الغربي من أي تهمة وتجميل صورته من جهة ، ولممارسة عنصريّة ضد المسلمين المقيمين بالأراضي الأوروبية من جهة أخرى كالحادث الإرهابي الأليم الذي استهدف المسلمين في نيوزيلندا والذي عبر "جوتيريس" الأمين العام للأمم المتحده عن خالص تعازيه ومواساته لشيخ الأزهر وللعالم الإسلامي في ضحاياه الخمسين .

واتفق تمام فيما طرحه الإمام الأكبر خلال اللقاء بأن الأزهر الشريف على استعداد للتعاون مع الأمم المتحدة لترسيخ أهدافهما المشتركة في ترسيخ السلم العالمي ، وتحقيق المساواة بين جميع البشر، فأرجو كما يرجو غيري أن تتمكن الأمم المتحدة من القيام بدورها المنوط بها في ظل وجود شخص حكيم وصاحب خبرة ثرية على رأس الأمانة العامة مثل السيد أنطونيو غوتيريس ، والذي دعا بدوره من الأزهر الشريف الجميع لتعزيز التفاهم المتبادل ، والتكاتف لتحويل الاختلاف إلى نجاح ، والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للجميع. .

فالأزهر برأيي عليه دور ودور كبير كونه منارة للعلم ، ويحمل رسالة الإسلام العالمية وهي السلام ، أما الدور الأكبر فيقع على عاتق الأمم المتحده وأمينها العام ، والذي ينبغي عليه أن يستجيب على الفور ودون تردد لطلب شيخ الأزهر باعتماد مجلس حكماء المسلمين كعضو مراقب في الأمم المتحدة ، حتى يتثنى له تفعيل دوره مع المؤسسات الدينية الأخرى في مواجهة الإرهاب وإرساء مبادئ الأخوة الإنسانية والمساواة والعدل ، ومواجهة العنف والتطرف ، والتصدي للكراهية والإسلاموفوبيا في كافة أنحاء العالم ، والتي يدفع ضريبتها العرب والمسلمين .

دكتور السيد الخطاري أمين الأمم المتحدة شيخ الأزهر يجددان مفاهيم الإنسانية
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة