خط أحمر
الإثنين، 29 أبريل 2024 07:47 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

فريهان طايع تكتب: صراخهم أبكى الحجر ولم يبكِ البشر

خط أحمر

أفكر في الذهاب لأي دولة عربية، فلم أجد دولة كي أزورها

دولنا العربية كلها تصرخ بكلمة واحدة و هي :هل من مغيث؟
انقلب كل شئ في لمح البصر، في سنوات قليلة غاب الاستقرار
كنا سابقا نتحسر على فلسطين الآن احترنا على من ومن سنتحسر
على فلسطين بلاد الأنبياء بلاد القدس؟
على أطفالها أطفال الحجارة ؟
على شبابها الذين ماتوا رغم أنهم لازالوا أحياء؟
بينما أتجول بين الدول في ذاكرتي تجاوزت فلسطين لأذهب للعراق بلاد الرافدين فأوجعني كثيرا حال شبابها وحال العراق التي تصرخ و تصرخ و صرخت ولم يكن صوتها مسموع كان معدوم إلى أن دمروها.
ولازالت تصرخ بكلمة :هل من مغيث ؟
بعد الحروب و الدمار في فلسطين والعراق وأفغانستان جاء الربيع و أسموه بالربيع العربي لكنه خريف أسقط كل الأوراق وشتاء هبت عاصفته القوية وزلزلت أمن الأوطان..
سألت فيهم عن بلاد الشام وليبيا و اليمن سألتهم عن حالهم فلم يجيبوا ثم سألتهم وسألتهم و أصررت بحدة فأجابوا بمرارة..
أجابت سورية:
أنا بلاد الشام
أنا بلاد الجامع الأموي..
أنا بلاد الجامع والكنيسة
أنا بلاد المسيحية والإسلام كل ذنبي أنني جميلة وغنية ولي حضارة و أنني صرت أشكل خطرا عليهم
هل فهمتم قصتي و عنواني
أنا الذي تشرد أهلي ودفنت أطفالي
أنا الذي سرقوا مني الياسمين ليستبدلوه بالدماء
أنا التي أرضي أصبحت أرض الجهاد لكن أي جهاد جهاد الدواعش الجاهلين
انتقلت منها لأذهب لليمن سألتها فلم تجب لكنني أصررت فصرخت و قالت :
أنا اليمن حالي تجاوز كل الحدود ،لم أجد شئ لأعطيه لشعبي غير أوراق الشجر
سجل يا تاريخ أنا اليمن بلاد المجاعة في القرن 21
ما ذنبي كل ذنبي أنني اليمن شكلت خطرا فاختاروا لي مصير يعدمني و يعدم مستقبل أجيال على أرضي
أنا اليمن هل عرفتم قصتي وأي قصة هذه أبكت الحجر ولم تبك البشر
أنا اليمن لن تستطع أن تميز بين شعبي والهياكل العظمية أنا اليمن أصبح شعبي أشباح ولم تشهد ألمي غير الأشجار التي أعطتنا كل أوراقها وبكت حالنا لأنها عاجزة عن سد الجوع في بلادنا
أنا اليمن بلاد صنعاء أنا مهد الحضارات لكنني اليوم أصبحت مقبرة للأحلام وحتى الكرامة
و أمام كل هذه المآسي ضاع كلامي و كلماتي و صوتي و التزمت الصمت من ثم تركتها وهي عاجزة لم أجد ما أقوله لها أو ما أواسيها به
في آخر المطاف نظرت لليبيا التي أصبح شبابها يهاجرون خلسة التي أصبحت مثل الصحراء
بعد كل هذه الجولة التي تجولتها داخل الدول في ذاكرتي لم أجد مكان لأذهب إليه غير جزيرة بعيدة عن كل هذا الظلم والحروب
جزيرة فيها السلام و الهدوء تكون صامتة فلا أسمع أوجاعها وأنينها أو صراخها ،تكون حلم مثل الجنة بعيدا عن واقعنا ودولنا بأكملها التي حلت فيها الفوضى والدمار والتي هز صراخها العالم و أبكى الحجر ولم يبك البشر العاجزون حتى اليوم عن معرفة السلام و العيش به.

فريهان طايع صراخهم أبكى الحجر ولم يبكِ البشر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر