خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 01:21 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

أشجان نبيل تكتب ... دراما المرأه والملاعين !!

خط أحمر

لا شك إن المرأة نصف المجتمع وهي المسئولة الأولي عن بنية النصف الأخر من هذا المجتمع وأنها تشكل الهيكل الأساسي لبناء الأسرة وأنها ومن قديم الأزل وحتي منذ حضارة أجدادنا الفراعنة كانت محط أحاديث البرديات والقبور وجدران المعابد الفرعونية في أستعراض دورها المحوري في الحياة ونزولاً حتي العصر الحديث والصلة الوثيقة بينها وبين الفن وتحديداً (الدراما المصرية )والتي أحتلت فيها جزءاً كبيرة للتحدث عن نماذج مختلفه من النساء واستعراض مشاكلهن في الحياة بأشكال مختلفة وكأنما كانت المرأة هي الأيقونة الخفية للدراما والتي بدأت في الظهور المباشر في أوائل حقبة الستينات ولكن دعونا لا نغفل ان الفن والدراما تحديدا والتي تدخل كل البيوت المصرية وباستمرار ماهي الا انعكاساً للحالة السياسيه والاقتصادية والنفسية للمجتمع بأكمله ..

* ففي حقبة الستينيات تم استعراض مجموعة من الأشكال النسائية مثل المرأة الضحية والمستضعفه ( مسلسل العسل المُر ) بطولة شمس البارودي وأيضاً حياة المرأه في الريف وشكل الأم في الأسرة المصريه والتي تتحلي بالعادات والتقاليد الشرقية القويمة ولكن أبرز نقطة في هذة الحقبة الدرامية هي تشجيع المرأة علي العمل والتعليم ومن هنا كانت بدايه الأنطلاقه مابين الموجة التنويريه والعلمانية في نفس الوقت .

* ولكن في حقبة السبعينيات نري شكلاً أخر حيث أشتهرت فية المرأه بتناول حياتها في الحارة الشعبية والمجتمع البسيط وكيفيه أستماتتها لتربية أبناءها والحفاظ علي العادات والتقاليد مثل ( مسلسل المشربية ) تأليف الكاتب أسامة أنور عكاشة ،،، واتسمت هذه الفترة ببداية ظهور المطالبين بحقوق المرأه وبداية تشريع القوانين الخاصة بها مما أدي الي حالة كبري من الصراع في التضارب بين الأعمال الدرامية في عرض صورة السيدات في المجتمع وبين واقع وحقوق المرأه علي أرض الواقع .

* ولكن في فترة الثمانينات كانت الأوضاع مختلفه كلياً وجزئيا وذلك بسبب التأثر بمرحلة الانفتاح الأقتصادي وبدايه الحديث عن إن هذة الفترة ولدت كثيراً من الفقراء وبعضاً من الأغنياء ( الثراء السريع ) وبالتالي تحولت المرأه من زوجة وأماً الي سيدة بجوار زوجها في العمل والذي أدي الي كثيراً من التوتر في العلاقة وبداية نشوب الصراع بينهما ولنتذكر معاً مسلسل ( هو وهي ) للراحل المبدع احمد ذكي والسيدة الفنانة سعاد حسني .. رحمهما الله .

وأيضاً تجسد عليا شكلاً من أشكال أصحاب الثراء السريع بسبب الأنفتاح وتناوله بالتفصيل مسلسل ( الراية البيضاء ) بطوله الراحلة العظيمة الفنانة ثناء جميل في دورها الشهير فضة المعداوي .

* وصولاً الي حُقبة التسعينات والتي لم ترتكز فقط علي دراما المرأه ولكن دراما الأسرة ككل وانا اعتبرها في وجهه نطري من الفترات الذهبية والتي كانت تُصر وبشدة علي زرع القيم والمبادئ في المجتمع مثل مسلسل ( ضمير أبلة حكمت ) للراحلة القديرة الفنانة فاتن حمامة واستعراض دور المربية والمعلمة والقدوة الحسنه في المجتمع .

ولكن نري في حُقبة السبعينيات أمراً وشكلاً اخر مثل مسلسل ( الوتد ) للرائعة الفنانة هدي سلطان في شخصيه الحاجة فاطمة ورسم دور المرأه الصعيدية الحكيمة وأيضاً مسلسل ( عائلة ونيس ) للفنان محمد صبحي والراحلة سعاد نصر رحمها الله وكيفيه الحديث عن حال الأسرة المصرية البسيطة وكيفية تربية الأجيال القادمة ولا يسعنا إن ننسي في الكلام عنهم حديث الثلاثاء .

وأيضاً مسلسل ( لن أعيش في جلباب أبي ) للراحل أنور الشريف والذي أستعرض حال الأسرة المصرية ودروساً للأجيال الحديثة في تكوين مستقبلهم والنظر في حياتهم العملية .

وصولاً في نهاية الأمر الي دراما الألفينيات وهي من اكثر المراحل التي شهدت أنحداراً وظلماً لعرض نموذج المرأه المصرية فالمجتمع والتي ارتكزت علي عرض المرأه بشكل سلبي تماماً وتصدير فكرة إن هذة النوعيات هي التي تحتل المرتبة الأولي مثل مسلسل ( الحقيقه والسراب ) وعرض نموذج الأم الدكتاتورية المسيطرة وأيضاً مسلسل ( عائلة الحاج متولي ) والذي استعرض ملف التعددية في الزواج وصور صراع السيدات في الفوز بقلب نفس الرجل وفي رأيي من اكبر المسلسلات التي سخّفت من فكر وقدر المرأة المصرية

وصولاً الي الدراما ما بعد أحداث يناير ٢٠١١حيث تم تناول المرأه في أشكالاً لا تخرج عن اطارات محددة كـ" الراقصة والقوادة وفتاه الليل " وأيضاً المرأه المستقلة والتي تهدم كل القيم المجتمعيه وحتي داخل اسرتها أو حتي المرأه التي تمت خيانتها من الرجال .

والأمر الأكثر غرابة إن هذة المهزلة تحدث كل عام في ( دراما رمضان ) وكأن هناك أصبح توجه كامل وبشدة في أظهار المرأه في ابشع وأقبح صورها ولا نستطيع إن ننكر إن هذة النماذج متواجدة في المجتمع ولكن بنسبه ليست بكبيرة ولسنا أيضاً ضد عرض السلبيات ولكن بحقيقتها علي ارض الواقع ومع عرض أليات لكيفية حلها وأيضاً بأستعراض نسبها الحقيقه وليس لتصديرها كقدوة تحتذي بها الفتيات في المجتمع .

وهنا يحضرني بعض الأسئلة والتي هي غاية في الأهمية لنا كمشاهدين وللقائمين علي هذة الأعمال ؟

•أين دوار الاسرة وترابطها في منظومتكم ؟

•أين دور المرأه العامله الكادحة ؟

•أين دور سيدات وفتيات الصعيد ؟

•أين أدوار الفتيات والسيدات المغتربات من اجل التعليم والعمل ؟

•أين دور الأم التي تحافظ وبشدة علي استقرار اسرتها ؟

والمثير للدهشة في هذة المهزلة هو اختفاء اساتذة الإخراج الدرامي في مصر وعلي سبيل المثال وليس الحصر الأستاذ محمد فاضل والدكتور هاني أسماعيل والأستاذ مجدي أبو عميرة وغيرهم الكثير والكثير.. أين اختفي هؤلاء العظماء الذين أثروا الدراما بأعمالهم الهادفة والقيمة ؟

وأصبح يطُل علينا مجموعة من مخرجي الشباب ونحن لا نقلل من أحد ولكن المثير للأمر ان الغالبية منهم تري المرأه عارية ومحط أنظار الرجال من جسدها وتتنزه في النوادي والملاهي الليلية وأيضاً متعددة العلاقات الغير مشروعة .

هذة ياسادة ،ليست المرأه المصرية ... فالمرأة المصرية هي الفلاحة الكادحة ،،، هي الأم العامله ،، هي الأبنة المجتهدة البارة،،، هي من مثلت بلدها حتي أصبحت وزيرة وسفيرة قاضية وغيرها من المهن الجليلة ... وهنا لابد إن نسأل ..

أين دور الرقابة والمصنفات ؟

أين دور نقابة الممثلين ؟

أين دور إتحاد المنتجين العرب ؟

أين دور وزارة الثقافه ؟

أين دور المجلس القومي للمرأه من هذة المهازل ؟

أين دور القطاع الاقتصادي في أتحاد الأذاعة والتلفزيون ؟

أين دور القانون تجاه الأضرار والأسفاف وإهانة المرأه المصرية ؟

المرأه المصرية أشرف من أن تكون روح عارية فكرياً وجسديا فهي قائدة فكر وليست قوادة كما تظهرونها بأستمرار .... فنحن سيدات مصر المحترمات نرفض إن يتحدث عنا أو يُجسدنا مجموعة من الملاعين .

أشجان نبيل تكتب دراما المرأه الملاعين قاضية جليلة وزيرة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة