أتعجب عندما يقال أن بلدنا فقير ولا أستطيع أن أفهم هذا اللغز المحير فحضارة سبعة آلاف سنة وموقع جغرافى فريد وثلث آثار العالم وشمس طوال العام وأكثر من ثلاثة آلاف كيلو مترات من الشواطئ الخلابة ونهر النيل العظيم والبحيرات والواحات والثروات الطبيعية و القوة البشرية .. فكيف تجتمع كل تلك الثروات فى بلد فقير ؟.

وعلي الجانب الأخر تجد أنه في معظم دول العالم الغنى لا تتوفر لديهم نصف تلك الثروات التي تتوفر لدينا وهنا سؤالي الأخر ياترى ما هى الاسباب تحديدا ؟

من وجهة نظرى المتواضعة فان مرجع ذلك يعود إلى سوء الإدارة أولاً وثانياً وعاشراً ، فمن المتيقن أنه وعلى مدار ما يزيد عن ستين عاما حدث تهميش وتجريف للهوية المصرية بحيث أصبحت غير قادرة على القيادة مكبلة بالبيروقراطية العقيمة العميقة التى ورثناها من الانجليز ولكن طورناها للاسوأ ، ناهيك عن الشللية والمحسوبية والنفاق واللامبالاة وغيره من الآفات التى تغلغلت فى الجسد المصرى وأصبح من العسير التخلص منها بيسر رغم محاولاتنا المتكررة للتخلص من ذلك .

وإذا أضفنا لذلك تدهور التعليم والصحة وتغلغل الفكر الوهابى والإخوانى المقيت فأصبح جليا ما نحن عليه الآن ولكن هل من حل ؟

نعم هناك الحل وواضح للعالمين وهو ... التعليم ... ثم التعليم ثم... التعليم ،فالصين واليابان ودول شرق آسيا لم تنمو أو تتطور سوى بالتعليم ، أما الدول التى دمرت تماما في الحرب العالمية الثانية فقد نهضت وبنت نفسها فى أعوام قليلة بل وأصبحت من أكبر القوى الإقتصادية فى العالم بسبب إهتمامها بالتعليم ونحن لسنا بعيدين عن ذلك ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .