أمي العزيزة.. اشتقت إليكي كما يشتاق الرضيع إلى ثدي أمه وكما يشتاق الزرع والآبل إلي جداول المياه .. اشتقت إلى نغمات صوتك، ورنين كلماتك، اشتقت إلى لمس يدك ونظرات حنانك.. اشتقت إلى أنفاس حبك وأحضان حنانك، كيف انقطع صوتك ورحلت همساتك؟ .. فما زلت انتظر ندائك ومسامرة كلماتك.

هل اختطفك الموت مني أنا القوي الذي انتصرت في كل معارك حياتي ؟.. إنه عدو خائن خفي جبان لم يواجهني في اختطافه لكي من بين أحضاني ؟.. لكن غافلني وطعني في ظهري وعندما التفت إليه لم أجدك أمامي .

حي هو اسم الرب القدوس ما كان يقدر أن يختطفك مني لو  واجهني بالأعيان .. لكنت سحقته تحت الأقدام وأنقذتك من مخالبه وهشمت كل الأنياب.. ذهبت أنا إلي قبرك فكان صوتك يدوي في كل الأذان .. قلتي ليّ لا تحزن إن الموت لم يهزمك فأنا في حضن الملك المسيح قائد موكب النصرة والحاكم الديان، الذي هزم الشيطان وسحقه تحت الأقدام،  وجعله أضحوكة وذليل وضعيف وفي الأتون سيلقيه بعد انتهاء كل الأزمان.

أخبريني يا أمي عن المكان فقالت ليّ ملوك وقديسين ونور وتيجان، لا حزن ولا ألم ولا تنهد ولا شخص عريان .. فرح وسلام واطمئنان ولا جوع كمان .. هناك العذراء وجرجيوس والبابا كيرلس وكل القديسين في حضن الديان .. المكان آل قال عنه الكتاب لا يدخله نجس ولا زاني ولا سارق ولا عابد أوثان.

مكانك هنا يا ابني أنا شفياه بالأعيان، كرسي منور من ذهب ومكتوب عليه اسمك بنور الديان.. عيش في المحبة آل سلمتهالك وأخدم اسم الإله القدوس كل الأيام.. سيبك من العالم وشهواته وخليك مع يسوع ملك الملوك ورب الأرباب .. هو الطريق والحق والحياة، أخدم الفقراء والمساكين والمحتاجين وكل الضعفاء هما دول آل المسيح قال عليهم أولاده وأخواته وبارك كل الخدموهم ودان المخالفين باسمه الديان ومتنساش تحب كل الناس ومعاهم حتى الأعداء.

يا ابني أنا أكملت السعي والجهاد في عالم الشقاء والفناء وقد وضع ليّ إكليل البر والقداسة، لا تحزن وتشدد وخليك قوي في الإيمان، فرحي بك لما تكمل طريقي في السلام .. ربيتك على المحبة في كل الأعمال، لا تترك اسم القدوس وحب كل الأجناس من الناس وفي كل البلدان.

يا أمي أخبريني كيف كنتي قوية  واحتملني كل اتعاب الأيام .. يا ابني المسيح قال تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وثقلي الأحمال وأنا أريحكم .. عشان كدا كنت قوية تحت الأحمال وبيسوع انتصرت على تعب الزمان ..

يا أمي أخبريني أعمل إيه مع الأيام أنا حاسس أني بقيت وحيد ويتيم وضعيف أمام  الأيام.. يا ابني متخفش من الأيام هناك يسوع ملئ كل زمان فيه الكفاية والغني في كل مكان هتلاقيه معاك في كل خطوة وعمل وستكون ناجح في كل زمان.

يا أمي تعبان جدا ومش قادر أنام صوتك سكن وجداني ويهز كل كياني وحزني منعني من النيام ... يا ابني أطلب يسوع الديان هو الراحة وفيه كل السلام .. خليك معاه وأخدمه هتكون نور لكل تعبان ... يا ابني أنا بصليلك عند الرب وسيعطيك سلام ملئ كل السلام.

سلام يا أمي لحين لقائك .. بذكرك بمكانك يا ابني آل أنا شفياه ومكتوب عليه اسمك في وسط القديسين والأبرار... حاضر يا أمي سأكون كلمة محبة ورسالة سلام ويد تطعم وتعالج وتحمل وتساعد وتمسح دموع التعبان، متنسيش يا أمي تصليلي عند يسوع كلمة الحياة وبداية ونهاية الزمان،حاضر يا ابني اصليلك ومعايا العذراء والقديسين كمان.