خط أحمر
الجمعة، 19 أبريل 2024 08:48 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

جمال عقل يكتب: ”كافيه” الأوبرا

خط أحمر

هنا ملتقى الأصدقاء والغرباء. هنا يلتقي الشعراء، الهواة والموهوبون وعشاق الطرب الموسيقي، وممن يبحثون عن فرصة لإثبات الذات واكتشاف الملكات.

هنا قلة من الناس من مختلف الأعمار، شيبة وشبان، فتيات وسيدات، ومن مختلف الجنسيات جاءوا من هناك، من مختلف أحياء القاهرة والمحافظات، وبعض العواصم فى البلدان العربية لا تربطهم صلة سوى وثاق الثقافة ورباط الأدب، وحب الشعر، وعشق الطرب، ونهم الموسيقى.. شعارهم "نلتقي لنرتقي"، وهناك غيرهم الآلاف من الموهوبين المغمورين في الريف والحضر ممَن لم تسعفهم ظروفهم لحضور مثل هذه المنتديات واندثرت مواهبهم تحت وطأة الظروف وباتوا في طي النسيان.!!

هنا عند مدخل دار الأوبرا المصرية، خارج أسوار الكافيه الملحق بمسرح "الهناجر" يكون اللقاء الأسبوعي - مساء كل خميس - ليتبارى الشعراء المشاهير منهم وغيرهم، ممن تعمقوا في بحور الشعر أو وقفوا عند أطرافه. هنا يجتمع أهل المغنى ممن درسوا أصول الفن أو اكتفوا بالمتابعة، وهنا يلتف حولهم "السميعه" ممن يعشقون الطرب الموسيقي. هنا - وكما عرفت لاحقا- أنه ومنذ يوليو 2013 -أي قبل حوالي عشر سنوات- التقت ارادة الملحن عازف الجيتار المطرب خالد جاه الرسول مع إرادة الشاعر الممثل نبيل بسيوني مع رغبة الأديب والكاتب الراحل ابراهيم تغيان على تأسيس هذا الكيان الثقافي، وانضمت إليهم لاحقا الشاعرة الكاتبة مارا أحمد عضو اتحاد الكتاب، وصار صالونا للأدب والشعر والغناء بعدما انضم إليهم بعض الإعلاميين والمثقفين ورجال الأعمال.

هنا يتولد الإبداع، وتتفجر المواهب وتنمو الصداقات وتتعمق الإنسانية على الاحترام المتبادل.

قبل أسابيع مررت مصادفة من هنا عقب خروجي من إحدى حفلات الموسيقى العربية بالمسرح الكبير وتوقفت عندما لمحت جمعا من الناس يجلسون في هذا المكان بالقرب من كافيه مسرح "الهناجر".. دفعنى الفضول الصحفي لمعرفة ما يحدث، وأنا أستمع لأحد الأشخاص يلقي شعرا في حب الوطن.

عبرت الوجوه بحثا عمن أعرفه.. وفتشت في الحضور علني أري صديقا، و تناسيت ما أبحث عنه وأنا أستمع لاحدي الفتيات تغني رائعة من روائع سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" فامتدت يداي لأحد المقاعد وجلست دون سابقة معرفة بالمتواجدين.

لم أشعر بالغربة.. قرأت في عيونهم الرضا بتواجدي، وارتسمت السعادة على شفاه بعضهم ونحن نتبادل النظرات والتحايا.

في تلك اللحظات استعرت ما قرأت قديما عن تاريخ مقاهي الشعراء والأدباء والمثقفين والكتاب.. ونشطت الذاكرة بما قرأت عندما كانت القراءة المكتوبة غذاء الروح قبل ظهور القراءة الالكترونية بما لها من ايجابيات وسلبيات.

تذكرت ما كُتب عن مقاهي الأدباء، وكيف أثرتِ الحراك الثقافي والادبى ليس في مصر وحدها ولكن في كثير من الدول العربية.

تذكرت بعضا من أسماء المقاهي المصرية الخالدة.. مقهى "الريتز " الذي كان ملتقي العقاد والمازنى والتابعي وإبراهيم ناجي.

تذكرت مقهي "اللواء" الذي كان ملتقى الظرفاء.. تذكرت مقهى "عرابي" وكيف كان بمثابة تأشيرة دخول لدنيا الثقافة وعالم الأدب.. تذكرت ما قرأت عن الكثير من المقاهي التي لم يسعني المجال لذكرها جميعها.

تذكرت الأديب العالمي الراحل توفيق الحكيم الذي استوحى فكر الكثير من أعماله الأدبية ورواياته أثناء جلوسه على المقاهى.

غادرت ملتقى "كافيه" الأوبرا ومن يومها أجدني أحرص على حضوره كل خميس متى سمحتِ الظروف

جمال عقل كافيه الأوبرا خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر