حدث ذات زمن ما.. أن تكون محطتنا الأخيرة.. شهق حبنا وانتهينا.. لم يعد هناك تذكرة أخرى .. كان آخر قطار.. وكانت رحلتنا الأخيرة.. رحلة ممتلئة بدفتر الذكريات و حقيبة المواقف ..رحلة بعيدة و بِلا عودة، كانت تذكرة واحدة.. هي تذكرة الوداع .

كيف على شخص أن يتجاوز حبه الأول؟ كيف ممكن أن ينسى. . أوّل نبضة قلب لإنسانٍ آخر.. أوّل أغنية أحببناها و سمعناها ألف مرة، أوّل مكالمة هاتفية في ساعات الليل المتأخرة، نظرتنا في أول اللقاء .. كيف ننسى أول قصة همنا في تفاصيلها؟ أول طريق سلكناه سوياً .

حبنا لكل شيء من المرة الأولى.. دهشتنا الأولى في كل التفاصيل الصغيرة ..تلك التفاصيل التي كانت تتضِّح جوهرنا و حقيقتنا وبساطة قلوبنا تجاه بعضنا..من الممكن أنك قد تظن أنني كنت لا أبالي، لكن الأَرق يشهد لي، والأَيام الصعبة تقف في صفّي، إنني كُنت أُحاول أن أصلب على الوقت كي أنساك، وأدعو الله في كل ليلة أن يأخذ كل ما يؤلمني عداك.

بعد مرور أيام وشهور وسنوات كل شخص يتعود على الفراق .. يتعود أو أنه يتقبل هذه الفكرة لكن لا ينسى شخص كان غير اعتيادي في وجوده و حتى في غيابه.. دائما ما كنت تظهر ليّ من كل مكان، حتى حين أكون في جل انشغالي و هذا ما يجعلك غير اعتيادي.

تأتي دائماً مع المطر، مع الأمنيات، في الروايات، في الأشخاص الذي أقابلها كل يوم في حياتي، في مقطع موسيقى لرامي عياش مثلاً ” بحبك متل مجنون متل رسام.. و متل جبران عم بكتبك” أو "لآخر نفس".. حتى كنت تأتي مع كل الخيبات و الآلم التي مررت بها ..و من الرغم على مرور كل هذه السنوات على فراقنا وأنت الحاضر الغائب.

أنت الشخص الذي لطالما كنت وستبقى السند لي، وأنتَ الذي سيبقى وجودك ولو بالبعد هو سندٌ لي ..أريد أن أعتذرلك عن كلامي عن سكوتي عن وجودي و عن غيابي.. عن برودة الليالي التى كنت تشتمنى بها أو تغني لي و عتمة الأيام الذي قضيتها وحيداً منهكاً، وعن شعورك بالخوف والغضب و الحزن.. عن إحساسك بين الحب و الكره تجاهي .

اعتذر لك عن أسوأ أوقاتك ..وأعلم جيدًا أنك لن تتخطى وجودي وستذكُرني حتى عند زواجك بالفتاة التى أنت معها الآن .. وأنت ستبقى الشخص الذي أعرفه ابتداءاً من أعمق نقطة في قلبه إلى لون علبة السجائر الذي في قميصه.. الرجل الغير الاعتيادي.